لم تنل تلك الإصابة من عزيمة فرح ولم توقفها عن مسيرتها التعليمية، إلا أنها تذهب بشكل يومي إلى مدرستها قفزا على قدم واحدة أو زحفاً على يديها عندما تشعر بالتعب …
عندما بدأ مئات الآلاف من لاجئي الروهينغيا المذعورين يتدفقون على الشواطئ وحقول الأرز في جنوب بنغلاديش في أغسطس 2017، 60% منهم كانوا أطفالاً، حكوا عن عنف ووحشية فظيعين اضطرهم إلى الفرار.منهم “روجيا” ذات السبعة أعوام قابلناها ووالدتها، وروت لنا قصة تختصر المعنى الحقيقي لـ”العودة من الموت”. العودة من الموت ممتاز” وطفلتها ناجيتان من مذبحة ميانمار” Enter keywords…
أثقل النعاس جفون الأطفال، توجهوا إلى فراشهم بعدما استجمعوا ما تبقى من قوة في أجسادهم، تمر الدقائق الأولى عليهم عصيبة للغاية، الأيادي والأقدام ترتجف من البرد، لا يجرؤ أحدهم على تحريك قدمه في الفراش قيد أنملة، يطمعون بنعيم ذلك الدفء القليل الذي بدأت أقدامهم تشعر به وهم في فراشهم، فإذا ما حركوا أقدامهم إلى طرف الفراش، تنقبض أجسادهم مرة أخرى من الشعور بالبرد. …
كل شيء يبدو مختلفاً هذا الصباح، تعابير وجوه الناس، انشغالاتهم، شعورهم بالهواء الذي تتمايل معه أوراق الشجر، هذا اليوم هو نهاية المعاناة، هو الوقت الذي ستختفي فيه الدموع وتحلّ مكانها الابتسامات. …
في أرض مليئة بالوحل، تمسك هبة بكرَةً من الخيط الأبيض الملفوف، للوهلة الأولى تشعر بأنها تُجهز نفسها لصنع طائرة ورقية تريد الركض وهي تمسك بها في المخيم، وأنها ستغرق في الضحك والسعادة، لكن في الحقيقة هذه الخيوط بمثابة “درع” نجاة بالنسبة لهبة. …
لا مكان هنا لكتابة أحرف اللغة العربية على السبورة، لا توجد جدران، ولا لوحات مرسوم عليها شمس ينعكس ظلها على مراجيح الأطفال، وحتى فترة قريبة لم يكن هنالك مقاعد، أما الأرض فهي عبارة عن بحص يؤلم الأقدام حينما يُداس عليه….