عن البرد والموت: قصة طفلة فارقت الحياة على كتف والدها قبل أن تصل المشفى

رسمت نظرة حزينة مندهشة على وجهها وفتحت ثغرها الجميل، ثم فارقت الحياة، لفظت أنفاسها الأخيرة وهي محمولة على كتف والدها الذي صارع الريح والثلج ليصل إلى المستشفى وينقذها!

باختصار كان هذا المشهد الذي استقبله الدكتور حسان عدنان للطفلة إيمان ليلى أحمد السورية في مستشفى عفرين شمال غربي سوريا.

كانت الساعة الخامسة فجراً من يوم 13 فبراير، درجة الحرارة ناقص 5.. عندما وصل والد هذه الطفلة إلى مستشفى مدينة عفرين شمال غربي سوريا ، حيث يعمل الدكتور حسام.

يقول الدكتور في منشور كتبه على صفحته فيسبوك وتداوله المئات “مشى والد هذه الطفلة ساعتين، قادماً من خيمته باتجاه المستشفى”.

وما أن وصلا إلى المستشفى حتى سارع الدكتور عدنان لفحص الطفلة، ولكن تبين له أنها فارقت الحياة منذ ساعة! “لقد كان يحمل جثتها على الطريق وهو لا يدري” يقول الدكتور عدنان.

ماذا يعني أن يموت طفلك بين ذراعيك من البرد؟ 

رغم أن المخيم الذي تقطن فيه الطفلة ذات العينين السوداوين وابتسامتها الساحرة لا يبعد سوى بضعة كيلومترات، لكن الطريق الوعر والرياح الباردة لم يشفعا لها.

كانت تعاني من نزلة تنفسية بسيطة، وتطور الأمر بسبب البرد القاسي فتوقف قلبها بحسب وصف الدكتور لكن البرد كان أقسى من جسدها الهش.

تجاوز عدد الأطفال النازحين في سوريا 300 ألف طفل منذ بداية ديسمبر الماضي، وتحديداً في شمال غرب سوريا، وبحسب منظمة اليونيسيف فإن أكثر من 6500 طفل أجبروا على الفرار يومياً خلال الأسبوع الماضي.

واعتبرت المنظمة أن الأزمة في تلك المنطقة تعرقل جهود حماية الطفل بشكل غير مسبوق.

وتقدر اليونيسيف أن مليون ومئتي ألف طفل في حاجة ملحة للغذاء والماء والدواء.

وتقول في بيان أصدرته “إن الأطفال يدفعون الثمن الأعلى نتيجة لهذه الأزمة، فخلال العام الماضي قتل 900 طفل، أكثر من 75% منهم كانوا في الشمال الغربي في سوريا، وسجلت إدلب العدد الأكبر من القتلى والجرحى الأطفال”.

ودعت في ختام بيانها جميع الأطراف إلى الوقف الفوري للقتال وتوصيل المساعدات الإنسانية الضرورية إلى كل طفل محتاج.

Leave A Comment