جلس ذلك الجسد الصغير على الفراش، سندت الطفلة ظهرها إلى المخدة، ها قد بدأ وعيها يعود إليها شيئاً فشيئاً، كان من حولها إما يبكون في عيونهم، أو في قلوبهم، بدأت الطفلة تحدّق في أصابع يديها، ثم نظرت بعيون خائفة إلى الجزء الأسفل من جسدها. …
“مضى عامين وخمسة أشهر على وفاة أختي رغد، توفيت بعد ولادتها مباشرة، وكانت حينها لم تتجاوز الـ14 من عمرها، كنت أصغرها بثلاثة أعوام، لكن أبي قرر تزويجي بصهري الخمسيني لأرعى ابن أختي الوليد، فتزوجت رغم معارضتي للفكرة “. …
“لم يكن في حسبان طفلتي رغد أن ينتهي زواجها هكذا، يا ليتها أدركت غضبي و خلافاتي مع والدها قبل الزواج” بهذه الكلمات قابلتنا أم رغد، وهي تذرف الدموع على طفلتها التي التي فارقت الحياة بعد الولادة مباشرة.
…
لم تنل تلك الإصابة من عزيمة فرح ولم توقفها عن مسيرتها التعليمية، إلا أنها تذهب بشكل يومي إلى مدرستها قفزا على قدم واحدة أو زحفاً على يديها عندما تشعر بالتعب …
عندما بدأ مئات الآلاف من لاجئي الروهينغيا المذعورين يتدفقون على الشواطئ وحقول الأرز في جنوب بنغلاديش في أغسطس 2017، 60% منهم كانوا أطفالاً، حكوا عن عنف ووحشية فظيعين اضطرهم إلى الفرار.منهم “روجيا” ذات السبعة أعوام قابلناها ووالدتها، وروت لنا قصة تختصر المعنى الحقيقي لـ”العودة من الموت”. العودة من الموت ممتاز” وطفلتها ناجيتان من مذبحة ميانمار” Enter keywords…
أثقل النعاس جفون الأطفال، توجهوا إلى فراشهم بعدما استجمعوا ما تبقى من قوة في أجسادهم، تمر الدقائق الأولى عليهم عصيبة للغاية، الأيادي والأقدام ترتجف من البرد، لا يجرؤ أحدهم على تحريك قدمه في الفراش قيد أنملة، يطمعون بنعيم ذلك الدفء القليل الذي بدأت أقدامهم تشعر به وهم في فراشهم، فإذا ما حركوا أقدامهم إلى طرف الفراش، تنقبض أجسادهم مرة أخرى من الشعور بالبرد. …