“من أجل أخي المصاب بالتوحد سأبحث في هذا المجال كي أخلق تواصلاً أكبر معه”، عن كارلا وجاد

رغم أنها لم تتجاوز السابعة عشر من عمرها لكنها تتحدث عن مرض التوحد بشغف الباحثين الذين قضوا سنوات في إجراء دراسات عنه، هذه باختصار الفتاة اللبنانية كارلا بوزيدان الذي أوصلها حبها لأخيها الصغير جاد إلى داخل عالم مميز.

فجاد هو واحد من قرابة 70مليون شخص مصابون بالتوحد حول العالم، ما يشكل نسبته 1% من سكان العالم، ربما يواجهون اضطرابات في التواصل مع الآخرين لكنهم يتمتعون بقدرات مميزة “بحاجة لتنمية وصقل” تقول كارلا.

بل أكثر من ذلك حيث تصف كارلا أخيها لـ Tiny Hand بأنه “شخص يتمتع بدرجة عالية من الذكاء، طيب القلب، يحب اللعب ويعشق رسم الشخصيات الكرتونية”.

وتشجيعاً لموهبته في الرسم أطلقت كارلا صفحة على انستغرام تنشر عليها بشكل دوري رسومات أخيها لمختلف تلك الشخصيات الكرتونية، وهنا لا نتحدث عن مجرد رسمة، بل عن قصة ترويها كل تلك رسمة فهي تحمل معها مشاعر جاد المختلفة.

كارلا التي تؤمن بموهبة أخيها المميزة تريد “أن يرى العالم كله تلك الرسومات، وأن يعرف في الوقت نفسه أن أطفال التوحد لديهم قدرات مميزة وهم مميزون جداً، كل طفل منهم يملك موهبة خاصة” تقول كارلا.

ويبدو أن هذه الرسالة وصلت لمتابعي تلك الصفحة الدين وصل عددهم لأكثر من 20 ألف متابع، يتجولون بين تلك الرسومات تاركين تعليقات التشجيع والدعم لجاد كي يتابع في هذا المجال.

لم تقتصر موهبة جاد في الرسم بل هو يهوى اللعب بالمعجون وتشكيل شخصيات كرتونية أيضاً وبشكل خاص سبونج بوب شخصيته المفضلة، ومستر بين له حصة واضحة بين تلك الرسومات.

“لا نعرف سبب تعلقه  وحبه لتلك الشخصيات دون غيرها” توضح كارلا “لكنه مثل غيره من الأطفال يهوون متابعة أفلام الكرتون، لكنه فجأة يتوقف عن متابعة التلفاز ويبدأ بالرسم”.

وعلى ما يبدو أن جاد يعبّر عما يجول بداخله من مشاعر عبر تلك الشخصيات، فمن المعروف أن الأطفال المصابين بالتوحد يواجهون صعوبة بالتعبير عن أنفسهم بالكلمات فيلجأ كل شخص منهم إلى طريقته الخاصة.

وهنا تبدأ مهمة الأهل، تقول كارلا “أتمنى من كل عائلة لديها طفل مثل أخي جاد أن يعملوا على اكتشاف موهبته، وأن يبذلوا جهودهم من أجله، سواء في مجال العرف أو الغناء وغيرها، ونراهم شخصيات مشهورة فحلمي أن أرى جاد فنان مشهور في مجال الرسم”.

لكن بالنسبة لكارلا لن يقف الموضوع في تعاملها مع أخيها من خلال تلك الصفحة التي أطلقتها، بل حسمت الفتاة التي تدرس في سنتها الأخيرة من المدرسة قرارها فهي ستتخصص في مجال تربية ذوي الاحتياجات الخاصة، وما أن تنهي دراستها ستعمل جاهدة لتأسيس مركز لأطفال التوحد كي تساعدهم على تطوير مهاراتهم.

وكل ذلك من أجل تتواصل مع أخيها بشكل أفضل، وأن تخلق له وللأطفال مثله مكانتهم المهمة في المجتمع “والتي يستحقونها” تقول كارلا.