أنا رهف.. طفلة تزوجت قسراً من زوج شقيقتها التي ماتت وهي طفلة

سماح عملاق/ اليمن من إب 

“مضى عامين وخمسة أشهر على وفاة أختي رغد، توفيت بعد ولادتها مباشرة، وكانت حينها لم تتجاوز الـ14 من عمرها، كنت أصغرها بثلاثة أعوام، لكن أبي قرر تزويجي بصهري الخمسيني لأرعى ابن أختي الوليد، فتزوجت رغم معارضتي للفكرة “. 

تحكي رهف حكايتها

لم تتشابه تفاصيل زفاف الأختين، فبينما كانت رغد تقفز فرحا بالملابس والألعاب، كانت أختها رهف أكثر إدراكا لمصيرها، اكتفت رهف بالدموع والصراخ قائلة “مشتيش أموت، أشتي أدرس وألعب” كما تقول لنا جارة رغد أم هيثم فواز التي كانت حاضرة ما يحصل في منزل الطفلة.

حاولت أم رغد للمرة الثانية إقناع الأب أن يعدل عن رأيه لكنه رفض،  فتوجهت إلى مختار القرية تتوسل إليه بأن يتدخل مع بعض أعيان إحدى عزل مديرية مذيخرة التي تبعد عن مركز محافظة إب 40 كيلو متراً .

تقول أم رهف لنا:” لقد استنجدت بالشيوخ والأعيان، وأخبرتهم بأني قادرة على تربية ابن ابنتي رغد، وبالفعل تواصلوا بزوجي ونصحوه لاسيما أن الرجل يكبرها بعشرات السنوات، وماكان منه إلا منعهم من التدخل باعتبارها ابنته ومن حقه قانوناً وشرعاً أن يقرر مايشاء بشأن زواجها”.

وتعترف بأن تزويجه لرغد كان طمعاً بالمال لقضاء ديونه، بينما أخذ مهر رهف ليرمم المنزل ويملأ وجنتيه بالقات يومياً.

زوجة مختار القرية أخبرت مراسلتنا هاتفيا بأن زوجها حاول مرارا إثناء والد الطفلتين عن قراره، 

لكن الأب رفض وبدأ يهدد أي شخص بالتدخل في هذه القصة بالقتل.

أما رهف فقد واجهت والدها وبيدها دميتها المفضلة لتخبره إنها تفضل الدراسة واللعب، لينتزع دميتها البنية من يدها ويضربها بها، ولولا تدخل الأم لضربها بعنف أكثر قائلا “مابش عندنا بنت تعترض”.

يوم الزواج بالصهر

بعد حوالي ثلاثة أشهر من وفاة رغد حدد الأب والزوج موعد الزفاف، فاتصل خالها المغترب في السعودية إبراهيم بصهره رغد كي يبلغه باعتراضه على تزويج ابنة أخته الطفلة رهف، فأغلق الأب سماعة الهاتف في وجهه.

حينها قرر الخال أن يتواصل مع العريس يطلب من العدول، كما عرض عليه مبلغا من المال، لكن الرجل رفض ذلك بحجة أن القرية وماجاورها باتوا يعلمون بموعد عرسه، وبأنه في حال تراجع عن الزواج فإنهم سيهزأون به.

وجاء اليوم الذي سوف يصطحب فيه العريس زوجته الجديدة.

عندما وصل الزوج الكبير إلى المنزل وما أن غادر المنزل مع الطفلة زوجته،  شعرت حينها رهف بالذعر  وعادت مهرولة.

“افتحي الباب ياماه، أني رهف” قالت الطفلة.

صدم الجميع وهرولت الأم إلى الباب، فإذا برهف تدخل إلى غرفتها لتأخذ معها عدداً من الدمى.

وما أن وصلت رهف إلي  منزل زوجها حتى بدأت تختار أماكن مناسبة لتلك الدمى.

تقول رهف:”نمت مبكرة ولم أر زوجي إلا في اليوم التالي، بكيت كثيراً تلك الليلة خوفاً لأني لم أعتاد النوم وحدي”.

 

حياة رهف الزوجية

اليوم التالي لزواجها، بدأت مهام رهف بتربية ابن أختها وليد، بتوجيهات الجدتين.

بينما لم لم يراع الزوج فارق العمر بينهما، وبدأ بتأنيبها وتوبيخها بعد شهرين كونها لم تحمل.

تقول رهف :”شكوت لأمي ضغوطات زوجي، فطلبت من أبي توضيح الأمر وأني لم أبلغ بعد كي أحمل، لكن أبي تجاهل الأمر باعتبارها حسب قوله أسرارا زوجية، فذهبت أمي إلى أمه لتناقش المسألة وتطلب منها التدخل”.

ماكان من الزوج إلا تعنيف زوجته أكثر ونعتها بصفات جارحة كالوقحة التي أفشت أسرار المنزل.

تشير رهف إلى ذلك الموقف باعتباره الأول الذي ضربها فيه زوجها جسدياً ولم يكن الأخير.

تجدون قصة رغد هنا

 تم تنفيذ هذا المشروع بمنحة مقدمة من مركز التوجيه للمبادرات الإعلامية الناشئة التابع لشبكة الصحفيين الدوليين . “. IJNET