أنا رغد.. طفلة ألبسوني ثوب الزفاف الذي أوصلني إلى القبر

سماح عملاق/ اليمن. إب

“لم يكن في حسبان طفلتي رغد أن ينتهي زواجها هكذا، يا ليتها أدركت غضبي  و خلافاتي مع والدها قبل الزواج”  بهذه الكلمات قابلتنا أم رغد، وهي تذرف الدموع على طفلتها التي التي فارقت الحياة بعد الولادة مباشرة.

تزوجت رغد (12 عامًا) برجلٍ خمسيني في 17 نوفمبر 2017، ومع أن عمر الزواج 3 سنوات، لم تحمل رغد إلا بعد مرور عامين من زواجها، كونها تزوجت قبل بلوغها، بحسب كلام والدتها.

رغد أحمد (اسم مستعار حسب طلب والدتها)  طفلةٌ من محافظة إب، تقطن مع والديها وإخوانها الـ7، في إحدى عزل مديرية مذيخرة، ويعمل والدها في مجال  البناء ووالدتها ربة منزل..

رغد الطفلة كانت تعتقد الزواج يعني ألعاب وملابس جميلة، وذلك بحسبما أقنعها والدها، فتركت المدرسة ووافقت على الزواج.

تقول أم رغد: “والدها كان يقول لي أن الزواج  تم بموافقة الطفلة”

تتحسر الأم، وتلفظ زفرةً تلو الأخرى، تشعر بالحزن على خسارة ابنتها وبالغضب على والدها الذي أصر على تزويجها كي يحصل على المال  مقابل زواجها ويقضي ديونه.

لم يتحمل جسد رغد صعوبات الولادة، نجا الطفل لكن رغد ماتت.

 

تقول مشرفة الصحة الإنجابية في محافظة إب الدكتورة عاقلة عبادي، أن الزواج المبكر للأنثى يسبب لها مضاعفات صحية خطيرة.

موضحة “من أهم المضاعفات الصحية التي تحدث للمتزوجات في سن أقل من 20 عامًا، الصدمة النفسية والتمزقات المهبلية، وبعض الفتيات يخضعن للتدخل الجراحي لمعالجة المضاعفات، وكذلك التهابات المسالك البولية، والنزيف الذي يؤدي أحيانًا للوفاة “.

وأوضحت عبادي أن الحمل قبل سن الـ20، يكون محفوفًا بالمخاطر، بسبب عدم اكتمال نمو عظام الحوض، وعدم اكتمال النمو الطبيعي للفتاة. إضافة لما سبق، فإن الفتاة قبل هذا العمر غير قادرة جسديًا ونفسيًا على تحمل أعباء الزواج وتربية الأطفال ورعايتهم.

وأوجزت في ختام حديثها قائلةً: “بما أن الجنين يعتمد على أمه الصغيرة في غذائه وتكامله ونمو عظامه، فإن ذلك يؤثر سلبًا على أمه الصغيرة، لأنها مازالت في طور النمو”.

ومن أهم أسباب فقر الدم، حسب الدكتورة عبادي: “النزيف في أول ليلة للزواج وأثناء وما بعد الولادة، والإجهاضات، وسوء التغذية، والتمزق أثناء الولادة”..

لم تنتهي القصة هنا…

فقد قرر الأب تزويج شقيقة رغد واسمها رهف، بالرجل الكبير كي ترعى الطفل وفي الوقت نفسه كي يحصل على الأموال…

هنا تجدون قصة رهف…

 تم تنفيذ هذا المشروع بمنحة مقدمة من مركز التوجيه للمبادرات الإعلامية الناشئة التابع لشبكة الصحفيين الدوليين . “. IJNET