مذيعة في CNN: بعد التواصل مع خبراء إليكم ما قلت لأطفالي حول فيروس كورونا


مادة الرأي من:
CNN

الكاتب: كيت بولدون/ مذيعة في CNN

أتحدث وأشرح الأمور من أجل لقمة العيش، ومنها الحديث عن تفشي فيروس كورونا منذ أسابيع.

ولكن عندما يتعلق الأمر بالحديث عن كل هذا مع أطفالي، وجدت أن لساني انعقد بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

لدي طفلة في الخامسة وأخرى عمرها عامين، بداية لم أتحدث معهما عن الفيروس واكتفيت بتذكيرهما بأهمية غسل اليدين كثيراً.

إلى أن جاءت ابنتي وقالت لي “أمي، هناك مرض اسمه كورونا”، حينها تأكدت أنني لن أستطيع تجنب الحديث عنه بعد الآن، قلت لها أنه مرض ولا داعي للقلق كثيراً حيال الأمر.

ذلك أدى إلى طرحها أسئلة بصوت مرتفع وهي تسير في الطريق “هل هذا الشخص مصاب بهذا المرض، وماذا عن هذا هل يمكن أن يكون مصاباً؟”.

كيت بولدون

وهنا أدركت أنني  في مأزق وبحاجة للمساعدة من الخبراء حول كيفية إجراء هذه المحادثة.

لجأت هنا إلى طبيب الأطفال الذي نذهب إليه وقال لي “كلما قل عدد الكلمات كان أفضل، لكن كون صادقة دائماً معهما”، وأضاف “لأنك إن لم تكوني صادقة ستجعلين الأمور أكثر رعباً، لأنهم لا يعرفون الحقيقة”.

وسأختصر هنا مجموعة النصائح التي توصلت إليها بعد تواصلي مع عدد من الخبراء أيضاً حول هذه الموضوع:

اجعلهم يشعرون بالطمأنينة ولكن كن صادقاً

مهما اختلف أعمار الأطفال فهم يحتاجون لمعرفة أنهم سيكونون بخير، وأن أهاليهم أيضاً سيكونون بخير أيضاً.

إذاً أول شيء هو جعلهم يشعرون بالطمأنينة.

ولكن يجب الموازنة بين قلق الأطفال ومخاوفهم، والحقيقة أنهم يحتاجون أن الأمر لن تتم معالجته في يوم، ومن المهم أن يستوعبوا فكرة أنهم سيضطرون إلى إلغاء حفلات أعياد الميلاد وتأجيلها.

ولكن عند شرح ذلك يجب تذكيرهم أن الكبار يتعاملون مع هذا الأمر، ولا يتعين علينا التظاهر أننا نعرف جميع الإجابات، ويجب أن نظهر ثقة تامة بوجود أشخاص أذكياء في كل مكان، كلهم يعملون معاً للتأكد أننا سنجتاز الأمر.

لا تتجنب الكلام عن الأمر

يسمع الأطفال كلمات معقدة لم يسمعوها من قبل، والحقيقة أننا أيضاً ربما لم نسمعها، ويتساءلون ما هذا؟

لذلك من المهم أن تبادر أنت وتخبرهم بالمعلومات، وخاصة بالنسبة للأطفال الأكبر سناً والذين قد يحصلوا على المعلومات من أصدقائهم عبر الشبكات الاجتماعية.

كل ما في الأمر أنه يجب تبسيط المصطلحات.

اختار كلمات قليلة

أولاً استمع إليهم ثم تحدث، استمع إلى مخاوفهم والمعلومات المضللة التي لديهم.

يحتاج الأطفال إلى عدد قليل من الكلمات وسيشعرون بالطمأنينة والراحة وخاصة إن اعتمدت على أسلوب هادئ خلال الحديث معهم.

كيف تقول “لا أعرف”!

عوضاً عن قولك لا أعرف، قل لهم لماذا لا نبحث حول هذا الأمر معاً، ويذلك تخلق نموذجاً للطفل بأنه حين لا تعرف شيئاً فأنك تبحث عنه.

وذلك من شأنه أن يعزز الشعور بالثقة لدى الطفل اتجاهك، وسيدرك أنه يستطيع الاعتماد عليهما.

أولا، هدئ من روعك!

هذا كل شيء يتعلق بالحديث مع أطفالنا حول فيروس كورونا، ولكنني فوجئت للغاية حول عدد الخبراء الذين أكدوا لي أن ضغوطنا ومستويات القلق لدينا تؤثر على طريقة تعامل أطفالنا مع هذا الوقت العصيب واجتيازه.

لا تتحدث مع أطفالك عن أي من هذه الأشياء عندما تكون قلقاً. إذا سمعت شيئاً أو قرأت تغريدة تجعلك قلقاً حقاً، فلا بأس في أن تقول لطفلك ‘قبل أن أجيبك على هذا السؤال، أشعر بالقلق قليلاً، لذا سألتقط ثلاثة أنفاس عميقة، هل تريد أن تفعل ذلك معي.

هناك نقطة مهمة يجب تذكر: الأطفال من مختلف الأعمار يعبرون عن قلقهم في هذه الأوقات التي تثير القلق بطرق مختلفة.  

اجعل الأمر ممتعاً

يمكن أن تتقمص شخصية مدمر الجرثومة أو مروضها، اجعل الأمر خفيف الظل وممتعاً. ولا تجعله خطيراً لدرجة تخيف الأطفال. 

أو مثلاً اجعل عائلتك مكونة من أبطال خارقين يقاتلون الفيروس، وفي كل مرة تغسل يديك، تتخذ خطوة للحفاظ على صحة وسلامة الناس.