كان يوماً مليئاً بالاحتفالات، لم يُفوِّت الممرضون والممرضات بالمستشفى الإقليمي بمدينة الجديدة، تبعد عن الرباط بـ189 كيلومتراً، الاحتفال بعيد ميلاد الصغير علاء، المصاب بفيروس “كورونا”….
يخترق هدير مُحرك سيارة تسير بسرعة جنونية أُذُني أيمن، تتعالى أصوات نِعاجه المذعورة طالبة منه النجدة، فيما يقف الطفل مشدوهاً، لا يصدق ما يجري أمام ناظريه….
“كنت أشاهد يوميا نظراتهم الهائمة وملامحهم المتسائلة عن هوية الشخص الموجود وراء البدلة والنظارات الواقية كلما وقفت أمامهم، لذلك فكرت في تخصيص قاعة للألعاب بجناح الأطفال المصابين بـ “كوفيد 19″….
قطّبت الصغيرة هند حاجبيها، قبل أن تدفن رأسها بين ركبتيها، سكتت عن الحديث طويلاً وامتنعت عن الرد على الأسئلة المتكررة لوالدتها قبل أن تقول أخيراً،؟”….
تقتنص أسينات وهزار وقتا للعب داخل الخيمة، لا يعكر صفو لهوِهما الممتع إلا حديث عن وباء فيروس كورونا، يتناقله والداهما والجيران وكل من في المخيم….
تُجاهِد لتُحرك عجلات كرسي متحرك تجلس عليه، تقترب من السيارات المتوقفة عند إشارة المرور. بالكاد يظهر وجهها الأسمر الحزين عبر نافذة السيارة متسولة بضعة دراهم ….