سناء “بنت الريح”.. أصغر قائدة فرقة “أحيدوس” بالمغرب

الكاتب: ماجدة أيت لكتاوي

تطير مع الرياح فاردة جَناحَي سلهامها التقليدي، في حركات منسجمة مع موسيقى فرقتها الفلكلورية لأحد أعرق الفنون الغنائية الشعبية بالمملكة المغربية “أحيدوس”.

صغر سن سناء جذوبي، لم يمنعها من أن تكون نجمة الحفلات الفنية والمهرجانات الغنائية، لتكون أول وأصغر عنصر نسوي يقود فرقة “أحيدوس”  بالمغرب.

بنت الريح

لا تبقى سناء ذات الـ 15 عاما فوق الخشبة بل تطير روحها إلى أعالي جبال الأطلس المتوسط حيث قريتها  الصغيرة (والماس)، تنتابها مشاعر فرح طفولية تجعلها تتفاعل مع الجمهور الذي لا يبخل عليها بالتصفيق الحارة والتشجيع للاستمرار قدما.

ارتبط فن “أحيدوس“، بمنطقة الأطلس المتوسط، حيث الجبال والغابات والمنابع المائية والمنتجعات، وتعبر عناصره المكونة من الشعر والغناء والرقص والإيقاع  تعبير عن الأفراح والمسرات.

لا تنوي الطفلة الأمازيغية، التي تدرس الأدب بالمدرسة الثانوية، التخلي عن شغفها بالرقص الشعبي الفلكلوري، كما تطمح إلى ممارسة المسرح وامتهان التمثيل، تقول  لـ “Tiny Hand”، ” أنا عاشقة لفن أحيدوس الذي أعتبره طريقا سالكا نحو الفن”.

تدافع الراقصة اليافعة عن فن “أحيدوس” بكل استماتة، لأنه “فن منسي”، وفق تعبيرها، يحتاج إلى الاعتراف والتشجيع باعتباره تراثا أمازيغيا وطنيا وإرث الأجداد.

أنا المايسترا

في رقصة “أحيدوس” يصطف الرجال والنساء جنبا إلى جنب، يؤدون الرقصات والتعابير الجسدية الجماعية، ويحرصون على تقديم لوحات متناسقة إيقاعيا وحركيا.

ويعبر الراقصون بأجسادهم عن فرحهم بالمناسبة التي يحتفلون بها، عبر تحريكهم الأكتاف والأيدي والأرجل بتوجيه من قائد الرقصة، الذي يطلق عليه اسم “الرايس”، فيما يعتبر الدف (البندير) الآلة الموسيقية الوحيدة المستعملة يرافقه ضرب على الأكف.

وإن كان حضور المرأة الأمازيغية في رقصة “أحيدوس” أمرا مهما، ما يعكس المكانة التي تحظى بها، تنحصر مهمتها في ضبط إيقاع الرقصة بحركات خفيفة بالأيدي وعلى مستوى الكتفين.

سناء تمكنت من تكسير هذا التقليد، وانتقلت مباشرة إلى قيادة الفرقة، إلى جانب “الرايس” لتقوم بضبط الإيقاع بما يتناغم مع الحركات والسَّكنات.

” أحببت أن أرسخ مبدأ المساواة في فن “أحيدوس”، نعم أنا المايسترا، المرأة قادرة على أن تكون قائدة للفرقة رغم أن النساء لا يولين اهتمامهن بهذا الأمر” تقول سناء لـ “Tiny Hand”.

أحلام كبيرة

رحلة سناء مع الرقص، انطلقت مذ كانت في الـ 11 من عمرها، حين حضرت حفلة زفاف ابنة قائد فرقة أحيدوس، هذا الأخير أعجب بانسجامها مع الرقص والغناء وعفويتها ليقترح عليها الانضمام للفرقة وهو ما كان فعلا.

لاقت سناء تشجيعا كبيرا من والدها وعمها، تتذكر “المايسترا” شعورها على خشبة المسارح قائلة ” لا أشعر بالخوف ولا التوتر، بل أُقبِل على الجمهور بكل انفتاح وتفاعل وأطالبهم بالفرح والاستمتاع”.

“جمهوري يقابلني بالترحيب والتشجيع كل مرة، ولا يبخل أبدا في التفاعل إيجابا معي”.

أحلام سناء تلامس قبة السماء، إذ تضع صوب عينيها استكمال دراستها بالمعهد العالي للمسرح والتنشيط الثقافي، كما تفكر بتأسيس فرقة “أحيدوس” خاصة بها عند بلوغها سن الـ 18 وفق ما ينص عليه القانون المغربي.

” سيكون عدد الرجال والنساء متساويا، وسأقود فرقتي لتمثيل المغرب بحفلات دولية “.