أطفال سوريون يصنعون كمامات ويوزعونها لكل من يحتاجها في ألمانيا

قطع من القماش وآلة خياطة والكثير من الحب والشغف ستجده على هذه الطاولة في أحد منازل العاصمة الألمانية برلين، حيث تجلس دارين/ 11 عاماً مع أختها الصغيرة فريال/ 7 سنوات وأخيها نضال/ 9 سنوات.

300 كمامة تم إنجازها منذ اللحظة التي قررت فيها عائلة دارين، القادمة من سوريا، حياكة الكمامات وتوزيعها مجاناً لكل من يحتاج إليها، وما ساعدهم على إنجازها بإتقان مهارة والدهم فهو خياط وله باع طويل في هذا المجال.

وعلى الرغم أن ألمانيا تتجه لرفع قيود حظر التجول نتيجة انتشار فيروس كورونا تدريجياً، إلا أن ذلك سيبقى مصحوباً بارتداء قناع الوجه في وسائل النقل العامة لمنع عودة العدوى.

لذلك أخذت عائلة دارين القرار وهو المتابعة في عملهم بصنع الكمامات والتي أصبحت جزءاً من روتينهم اليومي في الحجر المنزلي.

مهمة الأشقاء الثلاثة ليست سهلة في هذا العمل، توضح دارين لـ”Tiny Hand” 

فبعد أن يقوم والدهم بقص القطعة الكبيرة إلى قطع صغيرة، يقومون بتنظيفها من الخيوط ومن ثم إدخال المطاط فيها.

ليقوم والدهم بعملية الحياكة الأخيرة.

فريال، نضال، دارين

ويبدو أن صوت آلة الخياطة تلك وصل إلى جيرانهم الألمان، وتحديداً جارتهم في الطابق الرابع التي أحضرت لهم قطعة من القماش وطلبت منهم حياكة كمامة، وهذا ما حصل حاكوا لهما الكمامة.

وكان لسكان البناء نصيبهم من هذه الكمامات التي قام الأطفال بتوزيعها عليهم، ومن ضمنهم جارهم الألماني الكبير في السن!

لم تكن تجمع ذلك الجار بالعائلة السورية علاقة ودودة قبل ذلك اليوم، فقد كان يرمقهم بنظرات غاضبة كلما صادفهم في درج البناء، يوضح نضال لـ “Tiny Hand” “كل ذلك تغير بعد حياكة كمامة لهذا الجار”.

لم يكن يتوقع الإخوة الثلاث دارين ونضال وفريال أن كمامة ستغير معاملة جارهم الألماني معهم، “فقد تحولت النظرات الغاضبة إلى تحية لطيفة يلقيها هذا الجار مع قطع من الشوكولا للأطفال السوريين” كما أوضح نضال.

وخاصة أن هذا الجار هو واحد من كثيرين من كبار السن الذين أوصت الحكومة الألمانية بعدم مغادرتهم المنزل، لذلك عرضت العائلة السورية عليه إحضار ما يحتاجه من السوبر ماركت.

ولكن أكثر ما يهم الأطفال الآن أن تلك “الكمامة السحرية” قرّبتهم من جارهم الألماني.

وليس ذلك فقط بل هم يشعرون بالسعادة لأنهم “يقدمون الكمامات لكل شخص لا يستطيع شراؤها ولا الحصول عليها” كما تقول فريال أصغر إخوتها. 

ففي بلد مثل ألمانيا مات فيها قرابة 3000 آلاف شخص نتيجة الإصابة بفيروس كورونا، تخاف الصغيرة فريال من “الموت” وتتوق إلى خلاص البلد من هذا الوباء.

والآن انتهى العمل اليوم، وتوجه كل طفل من الأطفال الثلاثة لنشاطاتهم اليومية، يتابعون دروسهم عبر سكايب يلعبون سوية ويساعدون والدتهم وهم ينتظرون تلك اللحظة التي يقولون لهم فيها بإمكانكم الآن مغادرة المنزل والعودة للحياة التي خلقوها في ألمانيا بعد مغادرة بلدهم سوريا قبل 5 سنوات

في النهاية نقدم لكم مجموعة نصائح في حال رغبتم في تصميم الكمامات في المنزل:

إذا أردت صنع الكمامات المنزلية، احرص على أن تكون كماماتك تغطي الأنف والفم بشكل كامل.
لذا، عند أخذ القياسات لصنع الكمامة المنزلية، تأكد من أن تمتد من أعلى الأنف، من أقرب نقطة إلى العين حيث لا تعيق الرؤية، وحتى تحت الذقن.

قم بوضع سلك معدني رفيع على طول الحافة العلوية للكمامة لتضمن ثباتها على الوجه.

يفضل استخدام الأقمشة الطبيعية لصنع الكمامات المنزلية، ولكي تتأكد من نوعية القماش المستخدم، تستطيع أن تتبع اختباراً بدائياً للغاية لتمييز الطبيعية عن الصناعية، وهو: اختبار الحرق.

ويجب أن تكون قابلة للغسل.

لكي تضمن أن الكمامة هذه ستحقق القدر الأكبر من الحماية لا تكتف بطبقة واحدة من القماش.
من الممكن أن تصنع كمامة مؤلفة من طبقتين من القماش وتضع بين هاتين الطبقتين مرشحاً قابلاً للاستبدال والتغيير.