“إلى سما”: قصة الرضيعة التي وصلت للأوسكار

ساعة وأربعون دقيقة تحبس الأنفاس، عبارات ستسمعها وسترددها بعد انتهاء فيلم إلى سما ستشعر بحزن كبير للأحداث التي تجري فيه وربما بسعادة أيضاً  لأن الطفلة سما لا تزال على قيد الحياة!

باختصار هو فيلم عن الرعب والأمل، الخوف من الموت والمجهول والأمل في عيون طفلة صغيرة اسمها “سما”.

يستعرض هذا الفيلم رسائل الأم ومخرجة العمل وعد الخطيب لابنتها سما، تشرح فيه قرارها الصعب في البقاء في سوريا وتحديداً في مدينتها حلب في أكثر مراحل النزاع دموية، في مستشفى القدس الذي يعمل فيه زوجها الطبيب حمزة الخطيب.

الفيلم مزيج بين الأم التي تشعر بالخوف على ابنتها والصحفية التي ترغب بنقل الأخبار وتوثيقها عم يجري في مدينتها حلب.

“لا أريد أن أموت” عبارة رددتها وعد أكثر من مرة في الفيلم، في الوقت الذي كانت تصور مشاهد الوداع القاسية، أطفال يموتون تحت القصف وأمهات تطلق صرخات الوداع “بحرقة”.

لم يكن تصوير لقطات الفيلم في البداية بهدف صنع فيلم وثائقي كما تقول وعد، بل لأنها لم تكن تعرف متى ستموت هي أو ابنتها أو زوجها، كانت ترغب بتوثيق حياتهم لتبقى هذه القصص موثقة ويتم استخدامها كدليل على حقيقة ما يجري في الداخل.

حملت وعد الكاميرا في عام 2012 لتوثيق احتجاجات زملائها الطلاب ضد النظام السوري، استمرت في التصوير عندما وقعت حلب تحت الحصار، فانتقلت بعدها لتصوير لحظات استقبال طفلتها الأولى سما.

يوليو 2016 ولادة سما

فيلم إلى سما

تقول وعد لطفلتها عندما أمسكتها للمرة الأولى بين يديها:

“سما هل ستسامحيني؟ أنت أحلى شيء صار بحياتنا، بس شو هالحياة يلي أنا جبتك عليها؟ أنت ما اخترت هذا الشيء! هل ستسامحيني؟!”.

تضيف وهي تبكي:

“لما شفتك تزكرت كل القهر وكل الناس يلي خسرناهم، بس وجودك عطاني الأمل لبلش من جديد”.

اختار حمزة وزوجته وعد اسم “سما” لهذه الطفلة المولودة في الحصار لعل ذلك الاسم يحقق أمنيتهما بوجود سماء خالية من القصف والطيران، يريدان فقط تلك السماء المليئة بالغيوم والعصافير والشمس.

كان لهذا الفيلم  وقع كبير في مهرجان كان حيث حاز على جائزة العين الذهبية عن أفضل فيلم وثائقي.

والآن هو مرشح لجائزة أفضل فيلم وثائقي في الأوسكار.

وعن الترشح للجائزة تقول عد لـ ” Tiny Hand”:

نحن سعيدون بالترشح لجائزة الأوسكار، وفخورون لما وصلنا إليه مع فيلم “إلى سما”، الفيلم حصل على اهتمام كبير ومهم، وهذا الأمر يسعدنا لأنه يسلط الضوء على ما يجري داخل سوريا، وتحديداً في إدلب، للأسف الحكاية لم تنته والناس يعانون من الشيء نفسه الذي عانينا منه في أحداث الفيلم، أتمنى أن يكون الفيلم منصة جديدة كي ينقل حقيقة ما يجري داخل سوريا من جرائم”.

وشارك وعد في إخراج الفيلم المخرج البريطاني إدوارد واتس يقول عن الفيلم أنه “يوضح أن الروح الإنسانية أقوى من أسلحة الطغاة، وهي رسالة ملهمة لنا جميعاً في هذه الأوقات العصيبة”.