رويترز اختارت صورة “ركلة المصورة له” كأهم صور العقد، لكن أين هو زيد اليوم؟

بيد حمل كيساً أخضر اللون وفي يده الأخرى حمل طفله، وبدأ بالهرولة.

وما هي إلا دقائق حتى وجد نفسه يطير في السماء، كان كل همه طفله زيد! “كيف سأقع على الأرض وأتجنب الاصطدام به وأمنع عنه أي أذى” يقول لـ “Tiny Hand”.. 

ذلك المشهد وعلى الرغم من مرور 5 سنوات عليه، إلا أن والد الطفل زيد يسرده لنا وكأن الحادثة وقعت معه اليوم.

زيد حينها كان في السادسة من عمره، طفل سوري خاض مغامرة اللجوء مع والده، مغامرة لم تخلو من المخاطر، وزادت خطورتها خلال محاولتهم عبور الحدود إلى صربيا عندما اعترضت طريقهما مصورة مجرية حاولت منعهم من ذلك، بقدمها!!

كثيرون حينها وثقوا ذلك المشهد، حيث انتشرت صور زيد ووالده وهما يقعان على الأرض في كل مكان، ومؤخراً اختارت صورتهما وكالة رويترز ضمن أهم صور العقد.

لم يكن أسامة، والد زيد، يعرف أن صورة طفله تم اختيارها من قبل رويترز، وعندما شاهدها قال لنا “إن يذلك يعني الكثير لنا، لأنها أصبحت رمزاً”.

ولكن الأهم من ذلك كله بحسب كلامه أن يتم ترجمة ذلك على أرض الواقع، و”أن تنتشر المحبة بين الناس أكثر”.

باختصار “أن ننظر إلى بعض من إنسان لإنسان، دون مشاعر الكره لشخص لا نعرفه لمجرد أنه قادم من بلد مختلف أو خلفية مختلفة” يقول أسامة.

تماماً كما حصل مع زيد في إسبانيا فمثلاً مدرسته هناك ساعدته بشكل كبير على الاندماج مع الطلاب كأنه واحد منهم، وأصبح يتحدث الإسبانية.

ولكن في نفس الوقت لم تخلو تلك الشهرة من مشاكل، ومنهم من حاول استغلال ذلك لمصلحته.

كرة القدم التي اختفت!

بعد انتشار صورة “ركلة المصورة” تعاطف كثيرون مع زيد، وكان في مقدمتهم نادي ريال مدريد وبشكل خاص فلورنتينو بيريز رئيس النادي بحسب كلام والد زيد.

يقول “الأمر الذي لاحظه عدد من المنظمات، مدير أحد تلك المنظمات طلب من زيد أن يتوسط له لكي يلتقط صورة مع رئيس النادي، وهذا ما حصل، فقد لبى بيريز طلب زيد وتصور مع ذلك المدير.

المشكلة ليست هنا، بل عندما أخذ مدير تلك المنظمة كرة قدم كان قد أهداها نادي ريال مدريد لزيد عليها تواقيع من كل لاعبي الفريق، ومن بعدها اختفت الكرة.

يقول أسامة “لقد وعدنا مدير المنظمة هذه أن يعرض كرة القدم في مزاد بباريس ويبيعها، لكنه انقطع عن التواصل معنا، واختفت الكرة”.

الأمر الذي أحزن زيد بشكل كبير وخاصة أنه “رفض التخلي عنها في البداية لأنها ذكرى من نادي ريال مدريد”.

لكن ربما ما حصل معهم لاحقاً جعل من صدمة اختفاء الكرة أقل وقعاً، فقبل عامين، وتحديداً عام 2018 برأت المحكمة الهنغارية العليا الصحفية المجرية بيترا لازلو، بعد اعتدائها على زيد ووالده، قرار كان مؤلماً بالنسبة إلى أسامة الذي تجنب كل تلك السنوات مناقشته مع طفله.

وانتهى عقد عمل الأب مع فريق خيتافي الإسباني لكرة القدم، وعاد مع ابنه إلى تركيا، وهناك “الأوضاع صعبة جداً” يقول أسامة. 

ويتابع زيد دراسته في إحدى المدارس التركية، واضعاً نصب عينيه حلماً بأن يصبح لاعب كرة قدم، ليصبح مشهوراً هذه المرة بركلة قدمه لكرة تخترق شباك الفريق الآخر، لا بسبب ركلة من قبل شخص حاول عرقلة رحلة الهروب من الموت.