كيف تتحقق مما إذا كان طفل قد صنع ملابسك؟

يعمل أكثر من 218 مليون طفل في مختلف القطاعات حول العالم،  73 مليون منهم يعملون في ظروف خطرة “تعرض صحتهم وسلامتهم للخطر بشكل مباشر”. 

وأنت من خلال ما ترتدي أيضاً تساهم في تعزيز هذه الأرقام، وذلك عندما يكون بنطال الجينز الذي تشتريه مثلاً بقيمة 20 دولاراً تمت صباغته بأيدي صغيرة جداً!

حينها يكون هذا السعر الذي قد تعتبره رخيصاً قد جاء بتكلفة مرتفعة في الواقع.

ربما من السهل تتبع حركة الملابس وكيف تم تصنيعها، ولكن الوصول إلى أصولها هو قصة أخرى، وعلى مستوى آخر بالغ الأهمية.

ورغم أنه لا يمكن معرفة عدد الملابس التي صنعت بأيادي الأطفال، لكن إليكم هذه المعلومات المتاحة حالياً بحسب تقرير نشره موقع  refinery29.

تطبيق على الهاتف يساعدك!

تحقق مما إذا كانت العلامة التجارية التي تشتري منها ملابسك مرتبطة أو عضو في مبادرة شهادة الاستدامة.

وأسهل طريقة من أجل ذلك من خلال تطبيق حمله على هاتفك وهو Good On You، لمعرفة ما إذا كان هذا المنتج يؤثر على الأشخاص والحيوانات والكوكب.

تفاصيل عملية سلسلة التوريد

تتميز بعض العلامات التجارية بوضع تفاصيل عملية التوريد على مواقعها، بدءاً من التصنيع وحتى البيع.

لكن هذه العملية لا يمكن تعميمها على الجميع!

لأنه في حال كان هناك استغلال في عملية صناعة الملابس لن تكشف العلامة التجارية حينها عن سلسلة التوريد الخاصة بها، ولن تذكر بأي مصنع تم تصنيع تلك الملابس.

تقول أورسولا دي كاسترو الشريك المؤسس لمجموعة Revolution Fashion يمكن للمستهلك اللجوء إلى هاشتاغ #whomademyclothes أي من الذي صنع ملابسي؟، ومن خلال الاستفسار والمتابعة سيحصل على معلومات تجعله إما راضياً عن تلك العلامة أو التوقف من شراء ملابسه منها.

ويضيف كاري سومرز، أحد مؤسسي Fashion Revolution ، ومدير العمليات العالمية، أن معظم العلامات التجارية للأزياء لا تتمتع بشفافية لسلسلة التوريد وصولًا إلى مستوى المواد الخام.

يقول “لا يزال عمل الأطفال منتشراً في حقول القطن، وكذلك في حلجه، لذا كيف يعرف المستهلكون أنهم لا يدعمون عمالة الأطفال بالملابس القطنية التالية التي يشترونها؟”.

“صنع في بلد أوروبي أو بأمريكا” لا يعني دائماً أفضل

من المهم معرفة مصدر ملابسنا ولكن على سبيل المثال، “صنع في إيطاليا” أو “صنع في الولايات المتحدة” لا يضمن إنتاج الملابس بأمان، في حين أن “صنع في الصين” أو “صنع في بنغلاديش” لا يشير بالضرورة إلى معايير أقل. 

هناك مصانع جيدة جداً في البلدان النامية تماماً كما توجد أنظمة سيئة للغاية (المصانع المستغلة للعمال، والأجور المنخفضة ، والظروف غير الآمنة) في البلدان التي قد ذكرناها في البداية.

وعندما يتم تصنيع منتج لا يقول الكثير عن الظروف التي تم صنعه فيه، هنا تبدأ الأسئلة، ففي بعض الدول الأوروبية يمكن العثور على أطفال يعملون في مراحل تلوين المنسوجات والغزل.

والأمر الآخر المهم هو وجود تشريعات مختلفة فيما يتعلق بعمالة الأطفال في عدد من البلدان مثل ميانمار يبلغ السن القانوني للعمل 13 عاماً، على الرغم من أن هذا قد لا يكون مقبولاً لنا كمستهلكين ولكن الأمر شرعي في مثل تلك البلاد.

بلاغات الإصابة 

تظهر الدراسات أن الذكور أكثر عرضة للإصابة بالأعمال الخطرة من الإناث، ولكن غالباً لا يتم تسجيل إصابات الفتيات في عمالة المنازل، وتتراوح أعمار ضحايا عمالة الأطفال من 5 إلى 11 سنة.

ثلاث نقاط: الثقة والشفافية والوقت

البحث ما إذا كانت هذه العلامة التجارية تسمح لمنظمة  حقوقية مثل منظمة العمل الدولية بالدخول إلى تفاصيل حول سلسلة التوريد الخاصة بها، وبالطبع هذا ليس بالأمر السهل!

وكي تكون سلسلة التوريد واضحة يجب بناء ثقة بين مختلف الشركاء من العلامات التجارية والمنظمات غير الحكومية والنقابات.

 والوقت مهم في العملية من أجل الحصول على رؤية أفضل في سلسلة التوريد والأهم من ذلك كله التعاون مع برامج حقوق الإنسان التي تتابع عمالة الأطفال لإجراء بحث معمق في هذا القطاع لمعرفة القضايا الأساسية والمعرفة المتعمقة حول سبب عمل الأطفال.