المكون المخفي في الشوكولا: أطفال أفريقيا

حبوب الكاكاو والسكر والمكون الأساسي هو عمالة الأطفال، في حين أن معظم الناس يعرفون أن الشوكولا تأتي من حبوب الكاكاو، فإنهم لا يدركون الخسائر البشرية والاقتصادية للمنتج.

 في الدول الغربية، ترمز الشوكولا إلى مكافأة تستخدم لتحفيز الأطفال على حسن السلوك، ولكنها في غرب إفريقيا تمثل صناعة تستعبد وتسجن الأطفال، وتستغلهم للعمل الحر.

فالمكون الأساسي للشوكولا هو حبوب الكاكاو، 70% منها تزرع في غرب أفريقيا، حيث تمثل نصف الناتج المحلي الإجمالي لبعض البلدان، فصناعة الشوكولا واسعة وتمتد على كل القارة، وتحقق أرباحاً سنوية تبلغ 100 مليار دولار.

ولكن لسوء الحظ! لا يتم توزيع الأرباح بشكل متساو حيث لا يحصّل المزارعون الذين يزرعون تلك المحاصيل إلا على حوالي  6% من الإيرادات مقارنة بـ 35% للمصنّعين و44% لتجار التجزئة.

يبلغ متوسط الدخل السنوي من زراعة الكاكاو قرابة 1000 دولار لكل مزرعة، وهو ما يترجم إلى 2.70 دولار في اليوم، ومن المفترض تقسيم هذا الرقم بين عمال المزرعة، والذي يمكن يصل إلى 12 دولار للشخص، ولتجنب تقسيم الأرباح يستخدم بعض المزارعين الأطفال.

بحسب إحصاءات 2018 بلغ عدد الأطفال العاملين في الكاكاو بغرب أفريقيا مليوني طفل، تم اختطاف العديد منهم وإرغامهم على الاستعباد في صناعة الشوكولا.

يُدفع للمهربين مقابل تهريب الأطفال من دول مثل مالي وغينيا إلى ساحل العاج وغانا، بعد تسليمهم للمزارعين، يضطر الأطفال إلى العمل لساعات طويلة في ظروف تهدد حياتهم، وحمل أكياس ثقيلة من يذور الكاكاو، واستخدام المناجل الحادة، وتسلق الأشجار العالية بدون معدات.

وهناك يتعرضون للضرب بسلاسل الدراجات أو أغصان الكاكاو إذا فشلوا في تلبية الحصص المطلوبة أو محاولة الهروب.

يتعرض هؤلاء الأطفال للإيذاء البدني والنفسي ويحرمون من طفولتهم وكل ذلك لإرساء الأساس لاستهلاك فاخر للشوكولا في بلدنا أخرى.

إن الاتجار بالأطفال واستغلالهم بهذه الطريقة لا ينتهك حقوق الإنسان الدولية فحسب، بل يضر أيضاً بالآفاق الاقتصادية للبلد. 

يُمنع الأطفال المستعبدين من العمل في أعمال مشروعة تساهم في الاقتصاد، مما يحرمهم من نمو اقتصادي كبير، إنهم لا يطورون المهارات للتقدم جنباً إلى جنب مع الصناعات، مما يثبط تكييف التقنيات المكثفة للمهارات.

يفوت الأطفال المستعبدين فرص التعليم، بما أن اقتصادات الدول غير قادرة على النمو والتنوع ، فإنها تظل راكدة ومتخلفة. 

علاوة على ذلك، أنشأت الدول المصدرة للكاكاو مثل ساحل العاج وغانا علاقة طفيلية تتغذى على استهلاك الشوكولاتة في الدول الغربية، مما يغذي اعتماداً قوياً يقمع فرص التنمية، وبالتالي، فإن استعباد الأطفال هو سبب ونتيجة لركود النمو الاقتصادي لأنه يديم حلقة من الفقر والتخلف.

مؤخراً تم الكشف عن العديد من العلامات التجارية المشهورة للشوكولا بما في ذلك نستله وجوديفا ومارس، اعترف معظم هؤلاء تورطهم في عبودية الأطفال، وبحلول عام 2020 لم تتوقف بعد هذه الشركات عن استغلال الأطفال، في عمل يدر عليها مليارات الدولارات سنوياً.

ومع ذلك ليست كل شركات الشوكولا استغلالية، فهناك مؤسسة Fairtrade التي تأسست عام 1992 تستند إلى الشفافية والاحترام وتضمن معاييرها  أن يدفع للمزارعين أجور معيشية وأن المزارع خالية من عمالة الأطفال.

بالنسبة للمستهلكين في البلدان المتقدمة، تعد الشوكولاتة رفاهية، إنها متعة ترضي الرغبة الشديدة وترمز إلى الحب. 

ومع ذلك، بالنسبة للأطفال في البلدان النامية الذين ينتجونه ولم يتذوقوا المنتج النهائي أبداً.