أطفال اليمن المنسيون

تغرقك عينه الأولى في بحرها الأزرق، لتأخذك الأخرى إلى صحراء الواقع الذي يعيش فيه.

هو رياض الطفل اليمني بلون عينيه المتغاير، كان يمكن أن يكون يومه كيوم أي طفل عادي، يستيقظ صباحاً للذهاب الى المدرسة، ولكن صباح رياض الحشبيري/ 11 عاماً مختلف عن غيره، فهو يستيقظ للذهاب إلى العمل في أحد المطاعم بمدينة الحديدة غربي اليمن.

يقول المصور عبد الكريم المربوع ملتقط الصورة إن “رياض طفل مليء بالحب والمسؤولية يعمل في مطعم صغير ويعيل عائلته ولو بمبلغ بسيط، كثير من هؤلاء الأطفال المهضومين من حقهم من حياة ولعب فقط يتحملون مسئولية أكبر منهم .. لفت انتباهي اختلاف ألوان عيونه”.

وتشير احصائيات اليونيسيف إلى أنه ومع بدء العام الدراسي في اليمن فإن هناك مليوني طفل خارج المدرسة، وأن هناك 3.7 مليون طفل آخر معرضون لخطر التسرب.

ويضيف عبد الكريم في حديثه لـ tiny hand “الطفل ترك المدرسة طبعاً بسبب الظروف التي نعيشها في اليمن، ولأنه من عائلة فقيرة  يضطر الطفل للعمل من أجل تغطية مصاريف البيت”.

وليست الأوضاع المعيشية السيئة فقط ما منعت رياض من الذهاب إلى المدرسة، بل اليوم جاء انتشار فيروس كورونا ليفرض تحدياً آخر، بسبب الوباء تم إغلاق المدارس في جميع أنحاء البلاد تاركة 5 ملايين طفل إضافي خارج المدرسة.

ولم تكن عيني رياض فقط ما لفتا نظر المصور اليمني عبد الكريم بل “أخلاقه الجميلة وشخصيته اللطيفة”.

 ربما جعلته تلك العينين واحداً من أندر الأطفال في العالم ممن يتميزون بهذه الحالة لكنه بالتأكيد واحد من ملايين الأطفال في اليمن الذين ينتظرون أمراً ما يغير مستقبلهم الغامض في بلد تشهد الحرب منذ قرابة الست سنوات.

وهذا الموقف الذي وجد نفسه المصور عبد الكريم أمامه، فاختار أن يلتقط صورة لرياض، وينشرها “يجب على العالم أن يسمع ويقرأ عن أوضاع أطفال اليمن” يقول عبدالكريم.

Leave A Comment