كيف تتحدث مع الأطفال عن الحرب؟

لا ينبغي أن يعيش أي طفل في فقاعة وأن يتم فصله بشكل كامل عم يجري من حوله، ولكن بنفس الوقت يجب أن يتعامل الآباء بحرص وعناية معهم عندما يتعلق الأمر عن الأطفال والحرب والنزاعات المسلحة.

ولكن هل يجب أن يعرف الأطفال عن الحرب؟ هل من واجب الوالدين إخبارهم عن النزاعات التي يخوضها بلدهم؟ وإذا كان الأمر كذلك، كم ينبغي أن نقول لهم؟

كل هذا يتوقف على مكان وجود الطفل، يمكن لآباء الأطفال الأكبر سنًا الدخول في محادثات أكثر تعقيدًا حول مخاطر الحرب وأسبابها، وذلك باستخدام دروس التاريخ والتسلية كنقطة دخول. 

ولكن عندما يتعلق الأمر بطفل أقل من 7 سنوات، فإن الأمور تتطلب براعة أكبر.

يقول دكتور كريس إيفاني، وهو طبيب نفسي للأطفال والمراهقين يعمل في واشنطن “يجب أن ننتقي كلماتنا بحذر، وأن نستخدم مفاهيم يسهل عليهم فهمها”.

فمثلاً، لا يجب أن نشبه الحرب بالمشاكل التي تنشب بين الأم والأب لا تستخدم عبارة “الأمر يشبه عندما تختلف والدتك مع والدك”، وتجنب كل من العبارات المخيفة “نهاية العالم، أو إنها محادثة عن الحياة والموت!”.

بل تحتاج إلى شرحها بعبارات بسيطة غير مرعبة.

والطريقة التي تحدثهم فيها مهمة جداً، تكلم بهدوء حتى إن كنت قلقاً من الأحداث الجارية، لأن الطفل سيشعر بخوفك وستؤثر كلماتك المتوترة عليه بشكل كبير.

عندما يسألك طفل في الرابعة من عمره عن الحرب، شبه ذلك بأحد أفلام الكرتون التي يشاهدها.

عندما ينمو الدماغ وينضج، يمكنك إجراء مناقشة أكثر تعقيداً، ويقول إيفاني “من خلال التواصل مع الأهل والتحدث عن الموضوع سيشعر الطفل بأن النقاش كان مفيداً وليس مخيفاً، وبالتالي أنشأت خط تواصل معهم”.

مع تقدم عمر الطفل سيبدأ في استيعاب مفهوم الحرب على مستوى أعمق،  وفهم أسباب الحرب.

لكن مجرد إجراء محادثة، يمكن أن يكون صعباً، لكن الانفتاح والصدق هو المفتاح للمساعدة في تخفيف المخاوف والقلق بشأن الحرب. 

وكما هو الحال مع كل الأشياء الأبوة والأمومة، يمكن أن تتطور تلك المحادثات إلى دروس أكبر عن الحياة خارج ساحة المعركة.

يقول إيفاني: “يمكنك استخدام المحادثات حول أشياء خطيرة مثل هذه للمساعدة في تشجيع النمو والتنمية في مجالات أخرى”. 

فمثلاً “يمكن أن يؤدي ذلك إلى مناقشة مفيدة حول التعاطف مع الآخرين، أو يمكن أن تصبح نقطة انطلاق حول التحدث علناً عن الأخطاء والقدرة على اتخاذ مواقف شخصية بشأن الأشياء المهمة في الحياة مثل التعاطف ومساعدة اللاجئين.