فتاة سورية ترسم شخصيات كرتونية على خيام الأطفال النازحين

لم يغب عن ذهن أميرة داني/ 19 عاماً عندما حملت ريشتها وألوانها وانطلقت إلى المخيمات السورية القريبة من منزلها في إدلب، أن أغلب الأطفال النازحين في هذه المخيمات لم يعرفوا سوى الحرب.

فمنظمة اليونيسيف تشير إلى وجود 5 مليون طفل ولدوا خلال الحرب الدائرة في سوريا منذ قرابة 10 أعوام، لكن ذلك الأمر ليس مهماً بالنسبة لأميرة المهم فقط هو إدخال السرور في قلوب أولئك الأطفال من خلال رسم شخصيات كرتونية على خيامهم التي يعيشون فيها.

أغلبهم لا يعرفون تلك الشخصيات الكرتونية لأنهم لا يملكون أجهزة تلفاز، لكنها في نهاية الأمر جميلة وملونة تضفي بهجة على خيامهم.

تقول أميرة لـ “Tiny Hand” لقد “حاولت اختيار الشخصيات الأشهر كي أرسمها، لكن مع الأسف أغلب الأطفال لم يتعرفوا عليها”.

توم وجيري وبوباي هي الشخصيات التي اختارت أميرة رسمها في الوقت الحالي، وستستمر برسم شخصيات مختلفة أيضاً فبالنسبة إليها كل “الشخصيات الخيالية جميلة وهي تدخل السعادة بقلب من يشاهدها”.

أميرة هي أيضاً نازحة، أجبرتها ظروف الحرب من مغادرة بلدتها “كنصفرة” والانتقال إلى مدينة إدلب، مرورها في تجربة النزوح جعلها أقرب لتجارب هؤلاء الأطفال وكان سبباً في إنجازها مشروع الرسم على الخيام.

تقول أميرة “جاءت هذه الفكرة من الظروف الصعبة التي يعيشها الأطفال، وحرمانهم من مشاهدة برامج أفلام الكرتون نتيجة انقطاع الكهرباء، لذلك قررت رسم الابتسامة على وجوههم ولو للحظات”.

وبالفعل هذا ما حصل!

فقد كان يتسابق الأطفال فيما بينهم حول خيمة من ستقوم أميرة بالرسم عليها، ثم يراقبونها  بحماسة وهي ترسم محاولين تخمين من هي الشخصية التي تقوم برسمها.

“ذلك الفرح الكبير الذي أراه في عيونهم بعد كل رسمة يجعلني أبكي”.

ويواجه مشروع أميرة مشاكل كثيرة أولها أنها “فتاة” بحسب وصفها، الأمر الذي يفرض عائقاً كبيراً على حركتها بين المخيمات، والأمر الآخر هو أن “أدوات الرسم التي تملكها ليست مخصصة للرسم على الخيام” تقول أميرة “لذلك أبحث عن أقل الخيام اتساخاً للرسم عليها”.

أميرة التي تدرس اليوم في كلية الإرشاد النفسي لم تتلقى أي دروس في الرسم، بل طورت موهبتها بنفسها بمتابعة أشهر الرسامين العالميين مثل “دافنشي، فان كوخ، فريدا كاهلو” وما يمتازون به من أساليب خاصة في الرسم.

أمي وأبي هما أقرب الناس إلى قلبي، فقد احترما قراراتي ودعماني فيها، هما حجر الأساس في حياتي!

ورغم أن هذه الفتاة اختارت الخيام المتناثرة في أطراف مدينة إدلب لتنشر جزءاً من فنها، إلا أنها تحلم بإقامة معرضها الخاص، وزيارة العاصمة الفرنسية باريس لأنها “أم الجمال وهي المدينة التي نشأت منها الشخصية الكرتونية المفضلة لدي “الليدي أوسكار”، وهناك سأفجر مواهبي فكل ما أحتاجه هو توفر كل الأدوات الخاصة بالرسم”.

ولا تقف أحلامها عند هذ الحد بل تطمح لأن تصبح رسامة تشكيلية معروفة تدخل البهجة من خلال لوحاتها للجميع، وأن تساعد الناس من خلال دراستها في مجال الإرشاد النفسي تقول “أتمنى أن تكون لي عيادة متخصصة بالأمراض النفسية تساعد الأطفال على علاج مشاكلهم”.

فهؤلاء الأطفال يواجهون مشاكل كثيرة فرضتها الحرب، وأكبرها في هذه الأيام برد الشتاء والأمطار وقلة الطعام، كل تلك الأمور تؤرق أميرة التي تجد نفسها أوفر حظاً من غيرها لأنها تملك وسائل التدفئة، رغم أنها بدائية وتعتمد على “قشور الفستق” في منزل تم استئجاره بمبلغ مرتفع!

رسالة أميرة: أتمنى من كل شخص يملك الإمكانيات لمساعدة الأطفال، أن يساعدهم!