في الحرب الاستمرار والبقاء على قيد الحياة مهمة مستحيلة، وشبه مستحيلة لشخص مريض محاصر، تماماً كما حصل مع ياسين/16 عاماً المصاب بمرض تلاسيميا الدم “اضطراب وراثي في الدم”.
التقينا بياسين في ريف إدلب وذلك بعد رحلة شاقة قطعها مع عائلته بالباص الأخضر الذي أقل المهجرين من الغوطة الشرقية بدمشق إلى أحد مراكز الإيواء هنا.
المرض وراثي، فمنذ اللحظة التي فتح ياسين عيناه على هذه الحياة وهو مصاب به، يقول “لقد كانت معاناتي بهذا المرض بسيطة، مع بداية الحرب السورية، فقد كان والدي يؤمنا العلاج لي ولكن بشكل ضئيل”.
لكن الأمر اختلف تماماً مع هذه العائلة التي كانت تعيش في منطقة دوما بالعاصمة السورية، فقد كانت واحدة من الكثير من العائلات التي حوصرت في الغوطة الشرقية.
فالفتى بحاجة لتغيير الدم ونوع محدد من الدواء، الأمر الذي لم يستطع والد ياسين تأمينه.
ولم يكن ذلك فقط ما أدى إلى تدهور حالته الصحية، بل نقص الطعام أيضاً.
يقول ياسين “لقد كنا نأكل فقط رغيف خبز يومياً، وإن كنا محظوظين قد تصل حصتنا إلى رغيف ونصف في اليوم”، يتابع “الخبز كان مصنوعاً من الشعير لانعدام أغلب المواد لصنع الخبز”.
كل ذلك أدى إلى تآكل في عظام الحوض وإصابة ياسين بهشاشة العظام.
يذكر الفتى مغامرة اضطر إلى خوضها مع والده من أجل العلاج خلال فترة الحصار تلك، حيث استطاعا بواسطة أنفاق حفرت تحت الأرض، الوصول إلى مستشفى في مناطق تابعة للنظام السوري. بواسطة أنفاق حفرت تحت الأرض، الوصول إلى مستشفى في مناطق تابعة للنظام السوري.
حينها كان الحصار في بداياته فاستطاع ياسين الحصول على علاج وعاد إلى منزله المحاصر مع عدد قليل من الأدوية.
وبين ليلة وضحاها، وجد ياسين نفسه مع عائلته في باص كبير أخضر اللون، مع عدد كبير من المحاصرين وصل عددهم لقرابة 68 ألف شخص.
“طلعنا بتيابنا” بهاتين الكلمتين اختصر ياسين حقيبة السفر التي رافقتهم في رحلتهم هذه، والتي انتهت بهم في مركز إيواء ببلدة معر شمارين في ريف إدلب الشرقي، ويضم 28 غرفة وتتشارك كل عائلتين غرفة واحدة.
هشاشة العظام وصلت لمراحل متقدمة لدى ياسين، فهو لا يستطيع المشي على قدميه لمسافات طويلة لذلك يستعين بالكرسي المتحرك.
وما يزيد الوضع سوءاً أن المستشفيات التي زارها مع والده في ريف إدلب لا تحتوي على العلاج ولا الدواء.
يقول ياسين “حالتي من سيء لأسوأ، جسمي ضعيف جداً، أتمنى لو أستطيع السفر إلى تركيا لتلقي العلاج أنا وأختي”.
نعم، لم يكن وحده المصاب بهذا المرض بل أخته آمنة/ 9 سنوات أيضاً، ولكن وضعها أفضل حالاً من أخيها لكن الخوف من الأيام القادمة إن لم يتم تأمين العلاج.
حيث اكتفى الأطباء في مشافي ريف إدلب بتقديم المسكنات لها “ولكن هذا المسكن فقط لتخفيف الألم، ليس للعلاج”.
ورغم المرض تذهب آمنة إلى المدرسة، تقول بحزن “أتمنى أن أكون مثل بقية الفيتات في صفي دون أمراض”.
تزوج شاكر/ 35 عاماً وهو والد ياسين وآمنة ابنة عمه، ومرض التلاسيميا وراثي في عائلتهما الأمر الذي أدى إلى إصابة الطفلين به.
يقول الأب “أصعب ما في الأمر رؤيتي لطفلي يعانيان أمامي وعدم قدرتي على القيام بأي شيء لهما”.
يعمل شاكر ليلاً ونهارا كي يستطيع تأمين حق علاج طفليه، لكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد يقول شاكر “الأطباء قالوا الحل الوحيد هو السفر إلى تركيا للعلاج، لكنني لا أملك تكاليف الرحلة ولا أملك حتى جواز سفر”.
يعيش سمير في شمال سوريا ، وهو واحد من 2.4 مليون طفل خارج المدرسة في سوريا. …
يونيو 16, 2023لمشاهدة قصة جنا بتقنية الواقع المعزز كل ما تحتاجه هو: امسح رمز QR بهاتفك المحمول. ثم وجّه هاتفك إلى أي مكان في غرفتك ، وستجد نفسك تستمع إلى قصتها. وهي تقف مباشرة أمامك أو: يمكنك الضغط مباشرة هنا …
مايو 23, 2023