لو كانت الحياة لوحة لهرب منها أيضاً، لوحتان تختصران الكثير عن الطفل اللاجئ

لم تتردد ولو لوهلة الفنانة التشكيلية إيمان سعيد الخاطري عند اختيارها موضوع مشروعها التخرج، وهي التي تصادف يومياً على الشبكات الاجتماعية صوراً للاجئين وهم يهربون من الموت في بلادهم إلى المجهول.

لكن السؤال الذي استغرق مهما شهرين كاملين من أجل الإجابة عليه هو “كيف سأرسمهم؟ وكيف سأختصر من خلال ألواني  معاناة الملايين من السوريين الهاربين من الحرب”.

تقول إيمان لـ”Tiny Hand” لقد “كنت أحاول من خلال هاتين اللوحتين تجسيد حال اللاجئين، لأنه في نهاية الأمر كل عمل فني يجب أن يحمل رسالة وغاية”.

وبالفعل هذا ما كان، لوحتان عن الأطفال اللاجئين استغرق إنجازهما مع إيمان الفنانة العمانية شهرين، وانتهى بهما ضمن مشاريع التخرج في جامعتها السلطان قابوس التي تخرجت منها لاحقاً.

وعن تفاصيل هذين العملين تقول “يعبّر العمل عن أوضاع اللاجئين خلال انتقالهم من بلدهم الأم إلى بلد آخر بحثاً عن الأمان والاستقرار”.

وكان تركيز إيمان في عملها على اللاجئ السوري “وملامحه المليئة بالحزن والألم والتوتر، يخرج مع طفله من إطار ضيق يضج باللاجئين من خلفه، حزينون ويتألمون من الأزمات والصراعات التي خلفتها الحرب في بلدهم” بحسب كلام الفنانة العمانية.

وحول إطار الرسمة التي يخرج منها اللاجئ وطفله تضيف لـ “Tiny Hand” لقد “كنت أقصد منه الوطن”!.

فالسؤال الذي كان يراود إيمان خلال رسمها لذلك العمل “ما هو المصير الذي سيواجهه هؤلاء؟ وهل سيجدون خارج وطنهم الحياة التي يحلمون بها؟”.

ورغم أن تلك الشخصيات التي رسمتها إيمان هي من وحي خيالها إلا أنها ارتبطت بها، وجعلتها تطرح على نفسها السؤال “ما قيمة الإنسان بلا وطن؟”.

فاليوم يعيش أكثر من مليونين ونصف طفل سوري كلاجئين في دول الجوار، ويوجد أكثر من 6 مليون طفل ولدوا في فترة الحرب بحسب إحصائيات لمنظمة اليونيسيف، أي أنهم لم يعرفوا سوى الحرب ومنهم هذا الطفل الذي يحاول الهرب من لوحة إيمان.