صانع السعادة في المخيمات، مصوّر يدير ورشات عمل “مميزة” مع الأطفال النازحين


“الطفل يرى العالم بقلبه” هذا العالم بتفاصيله احتل جزءاً كبيراً في حياة المصور سربست صالح، يحاول اكتشافه مع الأطفال نفسهم، الأطفال النازحون والضعفاء والمحرومين، في مشروع أطلقه صالح كل ما يحتاج فيه كاميرا والكثير من الشغف وهذا ما وجده مع الأطفال النازحين من سوريا.

يدير صالح مشروع Sirkhane Darkroom، يستخدم فيه الكاميرات ذات الأفلام، يلتقط مع الأطفال الصور ثم يقومون بتظهيرها، فالشاب الذي نزح في عام 2014 من مدينته كوباني شمالي شرقي حلب يعلم تماماً ما يواجهه هؤلاء الأطفال في رحلة نزوحهم وهذا ما يظهر واضحاً من الصور التي يلتقطونها.

والمختلف في المشروع الذي يديره صالح فكرة “الغرفة المظلمة” وتظهير الصور مع الأطفال، يقول لـ” Tiny Hand” إذا “كنت ترغب في تعليم التصوير الفوتوغرافي للأطفال، إذاً فقد اخترت أن يكون هو المصور، وهذا يتطلب البدء من الصفر واستخدام الكاميرات ذات الأفلام”.

فهذا النوع من التصوير كما يوضح صالح يعلّم الطفل التقاط الصورة بعناية فائقة لأنه يملك لفات محددة من الأفلام ” لذلك يجب أن يشعر بالصورة ويستخدم خياله عند استخدام هذه الكاميرا” يوضح صالح.

وليحقق صالح هذا الهدف يعمل في كل ورشة عمل مع عدد قليل من الأطفال لا يتجاوز عددهم الثمانية، ويطلقون العنان لخيالهم وينطلقون بين الخيام التي يعيشون فيها بالقرب من الحدود السورية التركية.

شهرياً، يعقد هذا الشاب ورشات عمل يصل عدد الأطفال فيها إلى 40 طفلاً من سوريا والعراق.

عمل صالح مع المنظمات الإنسانية كان البوابة له في هذا المشروع يقول “أعمل وأعيش في في مدينة ماردين جنوب شرقي تركيا، وفي تلك المدينة سمع عن جمعية Art Anywhere-sirkhane والتي قرر التطوع والعمل معهم”.

وللاستمرار في هذا المشروع يعتمد صالح في تمويل مشروعه من قبل تبرعات خاصة من قبل أفراد، ومنهم من يدعمه بمواد تصوير مستعملة ولم يعودوا بحاجتها، فما يراه من شغف وإصرار بعيون الأطفال الذين يعملون معه يدفعه للاستمرار، “ما يلهمني هو رؤية الأطفال واستخدامهم التصوير الفوتوغرافي التمثيلي والقدرة على التعبير عن أنفسهم  للعالم والسعادة في عيونهم بعد تظهير الصور” بحسب كلام صالح.

فالشاب يحلم بالوصول إلى جميع الأطفال، وليحقق هذا الحلم يسعى يوماً ما إلى تأسيس كرفان الغرفة المظلمة Caravan DARKROOM، يقودها وينطلق إلى الأطفال “والضعفاء” على حد تعبيره.

وأخيراً رسالة صالح من هذا المشروع كما يقول:

 استخدام التصوير الفوتوغرافي كلغة للسماح للأطفال بالتعبير عن أنفسهم وتمكينهم. يرى الأطفال العالم من خلال قلوبهم ويلتقطونه بأعينهم.

وبالإمكان متابعة صور هذه الورشات على وسائل التواصل الاجتماعي التي أطلقها صالح #sirkhanedarkroom.

خلال تظهير الصور: