لا نتوقع أي مشاكل قضائية لأن العائلة سورية”: شبكة تركية في إسطنبول تستغل العائلات لإجبارهم على وضع الرضع في الحاضنات بهدف تحقيق أرباح مالية

تحت إدارة الدكتور التركي فرات ساري إلى جانب أطباء وممرضين وسائقي سيارات إسعاف، عملت “عصابة الأطفال حديثي الولادة” كما أطلقت عليها السلطات التركية على تنظيم عمليات إدخال أطفال حديثي الولادة في الحاضنات لأيام طويلة رغم أن وضعهم الصحي لا يستدعي ذلك

فرات ساري

القضية التي انكشفت مؤخراً رفعت الستار عن عمليات استغلال لكسب الأموال والتي وصلت ملايين الليرات التركية، وليس ذلك فقط فقد تبين وفاة مئات الأطفال بحسب وكالة الأناضول التركية  نتيجة إحالة الأطفال لحاضنات  في مشافي خاصة، وإبقائهم هناك لفترات طويلة مما عرضهم للعدوى ووفاتهم، ومن بين هؤلاء الرضع أطفال سوريين.

القضية انكشفت عن طريق المراسلات، حيث عمل المتورطون في هذه القضية في قسم استقبال الطوارئ وبعض المشافي الخاصة، والذين قاموا بدورهم بتحويل الأطفال حديثي الولادة إلى حاضنات ووحدات العناية المركزة في مشافي خاصة، كان الدكتور فرات استأجرها، مع العلم أن المقابل المادي اليومي فيها يصل قرابة 8 آلاف ليرة تركية “235 دولاراً”.

 وإلى اليوم تم إلقاء القبض على 22 شخصاً وإغلاق 9 مشافي خاصة في إسطنبول وما تزال السلطات التركية تواصل تحقيقاتها.

وقد أغلقت السلطات المشفى الذي يملكه الدكتور فرات للخدمات التجميلية “Medisense” في منطقة إسنيورت/ إسطنبول.

مستشفى رياب، مستشفى بيليك دوزو ميدي لايف، مستشفى باغجلار ميدي لايف، مستشفى تي آر جي ومستشفى أفجيلار، ومستشفى بيرينجي، هي بعض المستشفيات المذكورة ضمن نطاق التحقيق.

بعض هذه المستشفيات تم إغلاقها ومنها مشفى رياب الذي تم تصنيفه من قبل وزارة الصحة بأنه “مستشفى صديق للأطفال”.

 

إحدى الأمهات الضحايا نشرت على منصة x صورة للتقرير المقدم من المشفى بعد وفاة رضيعها محددين أن سبب الوفاة “طبيعي”.

 

تقول في تغريدة مختلفة “هل مات ابني نتيجة الإهمال؟ هل قُتل ابني وأنا كنت أظن أنه مات لأسباب طبيعية منذ سنوات؟ من سيطفئ الألم الذي بداخلي؟ من سيطهرني من هذه الأفكار؟ من سيعطيني الجواب على هذا؟”.

الاستهزاء بوفاة الأطفال: رسائل صادمة بين عناصر العصابة

 

وتم الكشف خلال التحقيقات عن مكالمات بين أفراد العصابة، إحداها تصف وفاة طفل رضيع، يقول في الرسالة “رأيناه في الصباح، كان يبكي كالحيوان، حسناً ولكن كان لونه سيئاً”.

 

أما الرسائل التالية فهي بين عنصرين في العصابة، يتحدثون عن لجنة تفتيش باغتتهم في عملهم.

 

الأول: لقد جاؤوا، يبدو أن هذا الطفل تم تنبيهه في النظام.

الثاني٬ كان لدي ثلاثة صناديق من الملفات هنا، ولحسن الحظ أنهم لم يلاحظوها.

الأول: هذا ليس طبيبعاً، لقد عملت لمدة خمسة عشر عاماً، لم يسبق لي أن تعرضت لمثل هذا التفتيش في حياتي.

الثاني: هل تعتقد أنهم جاؤوا من أجل أعمال فرات؟

الأول: لا أعتقد ذلك ، فرات ليس شخصاً مهماً، إنهم لا يقومون بمثل هذه المهمة المنسقة في إسطنبول.

 

في لائحة الاتهام أيضاً، تم تضمين محادثات بين الممرضة تشاغلا دورموش والدكتور إلكر غونين بشأن طفل فقد حياته. كانت المحادثات على النحو التالي:

“الممرضة: دكتور، الطفل توفي. حالياً، نبض القلب ثمانين، والتشبع بالأكسجين ثلاثون، لكن هذا بسبب الأدرينالين.

الطبيب: بسبب الأدرينالين، حسناً، لا يوجد شيء يمكننا فعله.

الممرضة: بالضبط، بدأت تظهر علامات الوفاة والكدمات.

الطبيب: حسناً.

الممرضة: أبلغنا العائلة أن حالته ساءت، والآن قمت بإغلاق الحاضنة إلى أن ينتهي تأثير الأدرينالين. سنعتبره متوفياً قريباً.

الطبيب: هههه، كنت سأقول شيئاً لكن…

 

في لائحة الاتهام، تم تضمين أيضاً محادثات حول عدم التدخل في حالة طفل مريض، وكانت المحادثات كما يلي:

“المشتبه بها إجم كوتش: آه، أنتم قادمون؟ حسناً، نحن لا نلمس شيئاً حالياً، الطفل متصل بالجهاز.

المشتبه به فِرات ساري: لا تلمسوا شيئاً، ولا تقدموا أي معلومات، دعوه كما هو.

المشتبه بها إجم كوتش: بالضبط، كل شيء مفتوح على الجهاز، كل شيء ظاهر على الشاشة… لا نفعل أي شيء.”

وفي لائحة الاتهام، تم سرد محادثات تتعلق بعدم التدخل في حالة طفل مريض آخر كما يلي:

“المشتبه به هاكان دوغوكان تاشجي: صديقي، كان الوضع سيئاً، كنت سأقول أن طفلاً كان يموت. كنت سأدخل سراً لأقوم بإنعاش القلب والرئتين (CPR) لمدة دقيقتين للطفل، لكن…

المشتبه به حسين غونيرهان: أين؟

المشتبه به هاكان دوغوكان تاشجي: في الجنوب.

المشتبه به حسين غونيرهان: وما شأننا بالجنوب؟ دع الطفل يموت حتى نستطيع تقديم شكوى بسهولة…

المشتبه به هاكان دوغوكان تاشجي: قال الدكتور إذا ساءت حالته اسحب الأنبوب، قال لن يعيش.”

لا نتوقع أي مشاكل قضائية لأن العائلة سورية!

وفي محادثة أخرى تدور حول حالة تم إبلاغها من قبل شخص يُدعى “جانسو” الذي أبلغ عن تدهور حالة الطفل (نبض القلب 50 ومستوى الأكسجين 30)، ويبدو أن “جانسو” قالت أنها تركت الطفل، ولم تتخذ أي إجراء إضافي لإنقاذه.

الأشخاص في المحادثة يناقشون إمكانية وجود مشاكل في الفحوصات الطبية (الأفلام الإشعاعية) والتردد في اتخاذ المزيد من الخطوات لعلاج الطفل.

النقاش يعبر عن نوع من التهاون في التعامل مع حالة الطفل الذي كان في حالة حرجة، وأحد المشاركين يشير إلى أنه لا يتوقع أي مشاكل لأن الأسرة سورية ولم تبدأ أي عملية قضائية.

 

Leave A Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *