نعم الموسيقا تساعد الأطفال في الحروب، تماماً كما ساعدت الأطفال العراقيين هنا!

ما أن تطأ قدمك هذا الصف ستنسى كل شيء من حولك، ورغم أن جدرانه ليست عازلة للصوت إلا أنك لن تسمع أصوات الحرب ولا القصف ولن تصلك خلافات السياسيين التي أنهكت العراق منذ أكثر من عشر سنوات بل على العكس تماماً!

فصوت آلات علاء الخالدي/ 28 عاماً الموسيقية تعلو كل شيء، وبشكل خاص عندما يرافقها غناء طلابه، الذين ينتظرون حصته بفارغ الصبر ويحزنون عندما يدق الجرس معلناً انتهاء درسه.

والآن وصل علاء الصف إلى إحدى المدارس الأهلية في العاصمة بغداد، اليوم سيعزف على آلة الغيتار، ويغني مع طلابه تماماً كما كان يتمنى عندما كان طفلاً، يقول ل “tiny hand” إن “حبي للغناء والموسيقا بدأ منذ كنت في الروضة، ولكن حينها لم تخصص المدرسة وقتاً للحصص الموسيقية”.

وحتى إلى اليوم، لا تخصص الحكومة العراقية مساحة للموسيقا في مدارسها الحكومية، الأمر الذي دفع علاء لتقديم الدروس في إحدى مدارس بغداد الحكومية وبالمجان!

طبعاً، إلى جانب دروس الموسيقا التي يعطيها في عدد من المدارس الأهلية.

يقول علاء “هذه الحصص المدرسية ساعدت الطلاب كثيراً، فهناك فتيات يواجهن مشاكل نفسية وحرصنا على مساعدتهن من خلال دروس الموسيقا وبالفعل أحدث الأمر فرقاً كبيراً”.

وليس ذلك فقط، فقد كان لدروس الموسيقا هذه دور كبير مع طلاب المرحلة الابتدائية في الصفوف الأولى والذين يخافون من المدرسة و”يكرهونها” بحسب وصف علاء، إلا أنه ومن خلال الموسيقا ساعدوهم على تقبّل المدرسة.

وخاصة أنه اليوم في العراق يوجد 2.5 مليون طفل يحتاج إلى الدعم التعليمي  في العراق، بما في ذلك 775.000 طفل نازح داخليًا يقيمون داخل وخارج المخيمات. 

جولة في عالم علاء الموسيقي

الأطفال العراقيين
يعزفون ويغنون، ولا يتمنون أن ينتهي هذا الدرس

ربما لن تتاح لك الفرصة كي تشارك الطلاب دروسهم مع علاء، ولكن يمكنك من خلال حسابه على انستغرام أن تتجول في عالمهم الخاص، حيث يغنون ويعزفون.

هناك يحرص علاء على مشاركة مقاطع الفيديو ليوصل رسالة مهمة وهي أن “المدرسة من الممكن تكون بيئة جاذبة للطلاب يحبونها ويفجرون طاقاتهم بشكل إيجابي فيها” بحسب كلام علاء.

وينشر تلك المقاطع تحت هاشتاغ #لنصنع_الجمال، يقول علاء “هذا الوسم هو رسالة لكل شخص بإمكانه المبادرة من خلال عمله وفنه ليصنع شيئاً جميلاً في هذا البلد الذي يمر بظروف عصيبة، وأن نخلق الأمل أن الشباب والأطفال بالفعل قادرون على صنع المستقبل كما يريدون ويحلمون”.

باختصار، الطفولة في العراق تعاني وهي بحاجة لكوادر ومنظمات تعتني بها! يقول علاء.

ولم يتوقف الأمر عند الدروس في المدارس، والعزف في دور الأيتام بل قام علاء بإنتاج أغنيتين للأطفال على حسابه الخاص.

الأولى توجهت لطفل حزين عانى من الحرب، وحصل على المساعدة للدخول إلى المدرسة.

والأغنية الثانية عن بلاد الحب، وزرع حب الوطن عند الأطفال.

ويستغرق تحضير كل أغنية من هذه الأغاني وقتاً، في اختيار المفردات واللحن، يقول عنها علاء “طالما أنني سأتوجه للأطفال يجب أن أحرص أن يكون لهذه الأغنية هدف ورسالة”.

وأخيراً، رسالة علاء لكل الأهالي:

“إذا كان لدى طفلك أو طفلتك ميول موسيقية ادعموها، بل قبل ذلك اعملوا على اكتشاف مواهبهم الدفينة المميزة واعملوا على صقلها بشكل صحيح”.  

إذا كان لديك طفل موهوب استمع إلى نصائح علاء فيما يتعلق بالتعامل معه: