التقرير من: ماجدة آيت لكتاوي
قطّبت الصغيرة هند حاجبيها، قبل أن تدفن رأسها بين ركبتيها، سكتت عن الحديث طويلاً وامتنعت عن الرد على الأسئلة المتكررة لوالدتها قبل أن تقول أخيراً، ” أريد أن أخرج وألعب، اشتقت لمعلماتي وصديقاتي في المدرسة، متى سينتهي المنع من مغادرة البيت لأزور جدتي؟”.
تقول والدة هند لـ “Tiny Hand”، ” تسمَّرت مكاني، صدمتني أسئلتها وأصابتني بالحزن فيما استجمعت كلماتي لأطمئنها بأن هذا الوضع لن يستمر طويلاً”.
هند البالغة من العمر 7 سنوات، رَكَنت خلال أسابيع الحجر الصحي المفروض بالمغرب منذ 20 مارس/ آذار المنصرم بسبب وباء “كورونا”، إلى غرفتها لا تغادرها إلا لماما فيما أًصبحت الألوان والصباغة ملاذها الوحيد، وإن كان نقص شهيتها تجاه الأكل والكلام يقلق والدتها.
ما أبدته هند من سلوكيات غير معتادة، وهي الفتاة النشيطة والحيوية، يبدو رد فعل طبيعي جداً بالنسبة للأخصائي النفسي الاكلينيكي المغربي فيصل الطهاري، وهي انعكاس واضح للتوتر والقلق الذي يمكن أن يصيب الأطفال خلال الحجر الصحي.
ولفت الطهاري متحدثا لـ “Tiny Hand”، إلى أن فئة الأطفال التي أثَّر عليها الحجر الصحي، ظهر عليها تراجع في النشاط والحيوية، حيث يتحول الطفل من ذلك الذي يتكلم ويضحك ويلعب، إلى طفل مُنزوٍ ومنعزل وكئيب وبعيد عن التواصل مع إخوته وأفراد عائلته. كما تقتصر أنشطته على مشاهدة التلفاز أو اللعب بالألواح الالكترونية.
وقد يستبِدُّ القلق والتوتر بالأطفال ويبلغ مستويات مرتفعة، حيث تظهر عليهم أعراض أخرى كقضم الأظافر وشد شعر الرأس والحاجبين زيادة على إمكانية التبول لا إرادياً، وهي سلوكيات تُظهر التأثير الكبير للحجر الصحي عليهم وما صاحبه من مكوث في البيت.
يلعب الآباء في مثل هذا الوضع دوراً جوهرياً من أجل بث أحاسيس الطمأنينة لأطفالهم، يقول الأخصائي النفساني في هذا الصدد إنه من اللازم على الآباء شرح الوضع الصحي الذي يعيشه العالم لصغارهم بطريقة مبسطة، ولكيفية الوقاية من المرض وأسباب المكوث في البيت دون مغادرته في اتجاه المدرسة أو النادي الرياضي أو الملعب أو الحدائق.
ويوصي المتحدث، بضرورة تناسب الشرح مع المستوى المعرفي للأطفال دون اللجوء للغة تتعدى مستوى فهمهم وإدراكهم، وفي نفس الوقت بعيداً عن الترهيب والتخويف، كأن نذكر أنه وباء قاتل وأنه حصد عدداً كبيراً من الضحايا عبر العالم.
“حتى نتفادى حين انقضاء فترة الحجر وعودة الحياة الطبيعية، إصابتهم باضطرابات متعلقة بالخوف من العدوى أو عدم ثقتهم في القضاء على الفيروس” يقول المعالج النفسي بمدينة الرباط.
ًودعا المتحدث الآباء إلى تخفيف الضغط على أبنائهم، ذلك أن ثُلُثا وقت الطفل يستغله للعب باعتباره نشاطا أساسياً ومهماً، أما اليوم فهو محروم من اللعب مع الأقران وخارج البيت ومحروم من الأنشطة الرياضية، ما يحتم على الآباء أن يشاركوه اللعب وباقي الأنشطة.
وتابع، “من الصعب أن يفرض الآباء برنامجا قاسيا على أطفالهم، كمواعيد النوم والمذاكرة، يجب أن نتقرب منهم عاطفيا أكثر ونخفف ضجرهم”.
وبخصوص الأنشطة الموصى بها للأطفال داخل المنزل، أكد الطهاري أنه من الأفضل أن تكون متنوعة وفق برنامج معين يضم أنشطة دراسية وأخرى متعلقة بالترفيه والتسلية على أن نشاركهم ورشات الرسم التلوين ومشاهدة أفلام أطفال سوية وورشات الطبخ وإعداد أطباق يحبونها.
خاتما كلامه بالقول، ” يحتاج أطفالنا اليوم وأكثر من أي وقت مضى أن نشاركهم تفاصيل حياتهم، ليُحِسّوا أننا نعيش معهم في نفس العالم، لا يجب أن نقسم البيت إلى عالمين واحد للكبار وآخر للصغار”.
هز مقطع فيديو لطفلة تبلغ من العمر 13 سنة، قلوب المغاربة، حين أكدت ـ دون أن تتوقف عن البكاءـ تعرضها للاغتصاب والاعتداء الجنسي المتكرر من طرف عمها وأحد أبناء الجيران….
مارس 2, 2021“البرد قارس هنا، نحن في الجبل والثلوج تتساقط بكثرة، أشعر بالبرد، وأريد من فضلكم معطفا وقفازات وجوارب”، بكلمات بسيطة استطاع الطفل عبد السلام أن يجلب انتباه المغاربة لما تعيشه قريته النائية وأهلها….
يناير 17, 2021