3 سنوات هو الفارق بين الصورتين اللتين التقطهما المصور العراقي علي الفهداوي للطفلة العراقية سبأ، الأولى كانت في مارس/ 2016 والأخيرة في بدايات 2020.
لكن الأمر لم يكن بهذه السهولة بالنسبة للمصور علي الذي لم تغب عن ذهنه صورة تلك الطفلة الباكية المبتسمة الهاربة من مدينتها الموصل التي كانت خاضعة في ذلك الوقت لسيطرة تنظيم داعش.
في صباح أحد أيام مارس/ 2016، حاملاً كاميرته رفقة الصفوف الأمامية للقوات العراقية خلال هجومها على قرية بادوش القريبة من الموصل.
كان علي الذي غطى كل الحروب التي جرت بالعراق يلتقط صوراً يوثق من خلالها ما يجري على الأرض “وبشكل خاص الوضع الإنساني” يقول لـ “Tiny Hand“، حينها جاء نداء للقوات العراقية عن وجود عائلات هاربة من سيطرة التنظيم باتجاههم، ومنهم الطفلة سبأ.
يقول علي “كنت أراقب وجوه الأطفال الهاربين من الخوف الذي عاشوه بسبب داعش، فلفتت نظري هذه الطفلة”.
ملامح الرعب كانت على واضحة على وجهها، ورغم الدموع التي اكتست وجهها لكنها ابتسمت لعدسة علي، الذي كان حينها يصور لصالح وكالة رويترز.
انتشرت الصورة بشكل كبير واتفق الجميع على تسميتها بـ “موناليزا الموصل”.
لم يكن يتوقع علي أن تلقى الصورة ذلك الصدى، أو كما يقول لنا “سوف ينساها الناس بعد أيام من انتشارها، وبالتالي سوف تموت الصورة بموت الحدث”، لكن على العكس تماماً بقيت هذه الصورة متداولة بقوة على منصات السوشال ميديا.
الكثيرون كانوا يوجهون لعلي أسئلة حول مصير هذه الفتاة ومكان إقامتها والأهم من ذلك كله، هل ما زالت على قيد الحياة!
كل تلك الأسئلة دفعت علي للبحث عنها مرة أخرى، الأمر الذي استغرق معه قرابة 3 سنوات.
زار علي على مدار السنوات الماضية مخيمات اللجوء التي هرب إليها الأهالي الفارين من الموصل، حاملاً صورة سبأ محاولاً الوصول إليها ولكن لم يكن أحداً قد رآها أو سمع عنها شيئاً.
الصدفة جمعته بها مجدداً عبر صورة لها انتشرت على الفيسبوك، الصورة نفسها التي التقطها علي كان قد نشرها عم الطفلة على صفحته، “سألته هل تعرف أين هي، فأجابني “نعم” يقول علي.
لقد عادت إلى منزلها بعد سنوات النزوح في أحد مخيمات أربيل.
انطلق علي بسيارته من بغداد باتجاه الموصل التي تبعد قرابة 450 كم، وأخيراً حصل اللقاء.
“بكيت كثيراً عندما التقيت بها مرة أخرى” يقول علي لـ “tiny hand” مضيفاً “كنت أشعر بسعادة كبيرة أنها لا تزال على قيد الحياة”.
عادت سبأ وعائلتها لمنزلهم في الموصل، لكن الأوضاع لم تكن جيدة، المنزل مدمر ووالدها فقد سمعه بسبب قذيفة سقطت على منزلهم.
“هل شاهدتم صورة سبأ” سؤال طرحه المصور العراقي على عائلة سبأ، والتي بالفعل صدفت صورة طفلتهم على سيارات منظمات الإغاثة المختلفة التي كانت تساعد النازحين.
“شعرت بالفخر عندما رأيت رد فعلهم عن الصورة في عيونهم، صورة تختصر الألم والنزوح الذي تعرضت له العائلات العراقية”.
“سبأ، هي باختصار رسالة إنسانية عظيمة تناولت الحروب والظلم” يقول علي.
يعيش سمير في شمال سوريا ، وهو واحد من 2.4 مليون طفل خارج المدرسة في سوريا. …
يونيو 16, 2023هبة * وراما * أختان عاديتان. يتشاجران ويتحدثان فيما بينهما ويضحكان على بعضهما البعض. لكنهم أيضًا لاجئتان. إنهم نشطاء. ، ويغنيان الراب….
سبتمبر 11, 2022