الحب مهم: كيف تشكل علاقة الوالدين ببعضهما حياة الأطفال؟!

غالباً ما يضع الآباء علاقتهم الخاصة جانباً ويركزون على أطفالهم، ولكن أظهرت دراسة جديدة أن الحب مهم لأنه عندما يحب الزوجان بعضهما البعض يبقى الأطفال في المدرسة لفترة أطول ويتزوجون عندما يكبرون.

ركز هذا البحث الذي قام به باحثون من جامعة ميشيغان وجامعة ماكجيل في كيبيك على دراسة تأثير المودة بين الوالدين على حياة أطفالهم على المدى الطويل.

استخدمت هذه الدراسة بيانات من عائلات في نيبال، وبدأ المسح عام 1995، حيث جمعت معلومات من 151 حياً، وتمت مقابلة الأزواج في وقت واحد ولكن بشكل منفصل.

وطلب منهم تقييم مستوى المودة مع شريكهم.

ثم تابع الباحثون مع أبناء هؤلاء الآباء لمدة 12 عاماً لتوثيق سلوكياتهم التعليمية والزوجية. 

ووجد الباحثون أن أطفال الآباء الذين ربطتهم علاقة حب قوية ظل أطفالهم في المدرسة لفترة أطول، وتزوجوا لاحقاً.

وتقول سارة براونر أحد الباحثين في هذه الدراسة “العائلة ليست مجرد مؤسسة أخرى، إنها ليست مثل المدرسة أو صاحب العمل، إنه المكان الذي نشعر فيه أيضاً بالعواطف والمشاعر، لأن الحب هو المكون العاطفي للعائلة وله أيضاً تأثير على حياة الأطفال وهو أمر مهم حقاً لفهم عمق تأثير الأسرة على الأطفال”.

لكن، لماذا اختاروا نيبال لهذه النوع من الدراسات؟

بحسب الباحثين فإن هذا البلد يوفر خلفية مهمة لدراسة كيفية تشكيل العلاقات الأسرية لحياة الأطفال، حيث يعتبر الطلاق أمر نادر ويتزوج عدد كبير منهم بدافع الحب.

يقول الباحثون إن السؤال المهم التالي سيكون تحديد سبب تأثير الحب بين الوالدين على الأطفال؟!

يتوقع الباحثون أنه عندما يحب الوالدان بعضهما البعض، فإنهما يميلان إلى زيادة الاستثمار في أطفالهم، مما يؤدي إلى بقاء الأطفال في التعليم لفترة أطول.

وإن بيئة المنزل السعيدة تقلل احتمال هروب الأولاد من منازلهم والزواج بشكل عشوائي لمجرد الخروج من المنزل. 

بل على العكس ينظر الأطفال إلى الوالدين على أنهما قدوة، ومن ثم يسعون إلى خلق حياة مع شريكهم مماثلة لتلك التي كانت في منازلهم.