ماذا لو وصل فيروس كورونا إلى المخيمات؟ ما مصير ملايين الأطفال!

مادة الرأي من: واشنطن بوست

الكاتب:  إيروين ريدلينر/ مدير المركز الوطني للكوارث NCDP

قد لا تدرك ذلك من خلال التغطية الإخبارية، لكننا نشهد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث، تجدد القتال والعنف في إدلب بسوريا، أنتج أكبر موجة من النزوح البشري في الحرب التي استمرت تسع سنوات في سوريا.

ولكن مع الأزمة العالمية الناشئة لفيروس كورونا الجديد الفتاك، وكذلك الانتخابات الرئاسية لعام 2020، فإن هؤلاء اللاجئين والمدنيين النازحين لا يحصلون ببساطة على الاهتمام الذي تستحقه هذه الكارثة الإنسانية.

كل هذا يعني المزيد من البؤس والخطر على الأطفال الذين يعيشون في ظل عدم استقرار مزمن واضطراب مستمر منذ ما يقرب من عقد من الزمان. 

مع نزوح حوالي 560.000 طفل سوري منذ شهر ديسمبر الماضي و 2.5 مليون طفل إضافي يعيشون كلاجئين في البلدان المجاورة.

في الواقع، الأمر يزداد سوءًا: فقد تم تهجير أكثر من 140.000 سوري من منازلهم على مدار ثلاثة أيام من هذا الشهر وحده. 

المشكلة هي أن هذا الطفل البارع قد فاته الكثير بالفعل منذ أكثر من عامين لم يرتاد المدرسة مع احتمال ضئيل لاستئناف تعليمه في المستقبل المنظور. 

الطموح الذي يحلمون به سيكون بعيد المنال بشكل أساسي.

يحتاج الأطفال بالطبع إلى مساعدة إنسانية فورية والتحرر بداية لعلاج صدمات الحرب التي لا تنتهي، بالإضافة إلي الوفيات بين الأطفال الذي يعزى سببها إلى ما يجري على الأرض، مات ما يصل إلى 130 طفلاً سورياَ نتيجة انخفاض درجة حرارة الجسم في شمال شرق سوريا العام الماضي وحده.

 هذا العام، أكثر  هم عرضة للخطر ويحتاجون إلى حماية عاجلة.

 لكنهم بحاجة ماسة أيضًا إلى حياة “طبيعية” من الروتين،  بما في ذلك الحصول على الرعاية الصحية والاستقرار الاجتماعي والتعليم الجيد. 

الأطفال معرضون بشكل خاص لكل من العواقب قصيرة الأجل للأزمة الإنسانية الحادة والتأثير طويل الأجل للصدمات النفسية المستمرة والضغط النفسي والاضطراب التعليمي.

والأسوأ قد يأتي بعد. لقد أصاب فيروس كورونا لبنان وإيران بالفعل، من الممكن تمامًا أن يتفشى في الشرق الأوسط، بما في ذلك منطقة الحرب في شمال سوريا.

أفادت الأمم المتحدة أن 53 منشأة طبية قد أغلقت أو أوقفت عملياتها في سوريا – والعديد منها، بما في ذلك اثنان مؤخراً في إدلب مما يجعل من الصعب تصور كيف سيكون الوضع في سوريا في حال تفشي المرض المميت.

ومع ذلك، يجب ألا نيأس هناك استراتيجيات يمكن أن تساعد الأطفال والأسر وتحقق الاستقرار في المنطقة.