التقرير من: The telegraph
اشتهرت في عام 1948 صورة تظهر فيها فتاة حاملاً في الولايات المتحدة، تخفي وراء يديها وجهها عن الكاميرا، وعلى درجات السلم أسفلها يجلس أربعة أطفال، بجانبهم لافتة كبيرة تقول: “4 أطفال للبيع، الاستفسار بالداخل”!
واليوم تتكرر هذه المأساة، إذ أن جائحة كورونا أدت إلى جعل الأطفال سلعة مجدداً.
حين انتشرت هذه الصورة في الأربعينيات عرض بعض الأشخاص المساعدة، وعبر آخرون عن رفضهم لما تقوم به هذه الأم، لكن بيع الأطفال لم يكن خياراً، وفقاً للعائلة، بل كان ضرورة قصوى.
اليوم تواجه ملايين الأسر اليائسة في أنحاء العالم بسبب جائحة فيروس كورونا وضعاً شبيهاً بتلك العائلة الأمريكية. ربما لا يضع هؤلاء لافتات خارج منازلهم، لكنهم يبيعون أطفالهم فعلياً طوال الوقت.
فمثلاً تزوج هذه الأسر أطفالها بسن مبكرة، أو ترسلهم للعمل في المقاهي والمزارع والمناجم وجمع القمامة، أو تهربهم عبر الحدود للمدن القريبة، ومنهم من يجبر أطفاله على الالتحاق في صفوف الجماعات المسلحة والاستغلال الجنسي عبر شبكة الإنترنت.
تشير بعض الدراسات إلى أنه كلما ارتفعت معدلات الفقر كان الأطفال أكثر عرضة لخطر الاستغلال والزواج المبكر وعمالة الأطفال والإتجار بهم.
وصار الوضع أكثر حدة مع جائحة كوفيد-19 بسبب إغلاق المدارس، فبقي الأطفال في المنازل كما أن إغلاق الخدمات عطّل خدمات حماية الأطفال. وقد أظهرت عدة دراسات أجراها البنك الدولي وجهات أخرى أن كل زيادة بنسبة 1% في معدلات الفقر تؤدي إلى زيادة بنسبة 0.7% على الأقل في عمالة الأطفال.
وأشار إحصاء حديث للأمم المتحدة إلى أن عدد الأطفال الواقعين في الفقر ارتفع بالفعل بنسبة 15% ليصل إلى 1.2 مليار في أثناء الجائحة.
هيت وين والد لستة أطفال هو أحد المتضررين من جائحة كورونا، حيث خسر وظيفته بالنجارة في ميانمار، واليوم يعمل مع ابنه بجمع القارورات البلاستيكية وبيعها لمصانع إعادة التدوير.
يقول الأب “حين يعمل الأطفال يمكننا تأمين لقمتنا ولكن إن توقفوا العمل فإننا نعاني”، مبرراً أن أطفاله يدركون أن عليهم مساعدته!
وهذا الأمر الذي يؤكده ابنه ولكنه بنفس الوقت يقول “عندما أكبر أريد أن أكون غنياً”.
ويحصّل الفتى في حال كان محظوظاً مع إخوته قرابة 5.5 دولار يومياً، في عمل شاق وقذر فهم يبحثون في المصارف والمياه القذرة لإيجاد تلك القارورات.
وفي الدول المليئة بالنزاعات مثل الصومال فهناك مجالات أخطر يعمل بها الأطفال وتستغل الشبكات القائمة هذه الفرص أثناء الأزمات.
تقول ساديا ألين مديرة بمنظمة Plan Internation، “في بعض مناطق الصومال، تجند حركة الشباب الصومالية الأطفال. وبعض الجماعات المسلحة تعرض مبالغ ضخمة من المال مقابل الأطفال، لا يريد أي والد أن يفعل هذا بطفله، لكن حين لا يمكنه الإنفاق على أطفاله فإنه مضطر لهذا الخيار المروع”.
المشكلة الأخرى هي أن الأمور الأعظم التي يمكن أن تحدث للأطفال هي في الخفاء.
في الفلبين، زادت البلاغات عن الاستغلال الجنسي للأطفال بأكثر من 260% في وقت الإغلاق، وفقاً لوزارة العدل. وتلقى المركز القومي للأطفال المفقودين والمستغلين 279,166 بلاغاً، في الفترة من مارس إلى مايو.
ويحذر خبراء حماية الأطفال من مغبة عدم إعطاء الأولوية لأمن الأطفال عبر إعادة فتح المدارس وتوفير حماية أفضل للأطفال وتأسيس شبكات أمان اجتماعي ومالي للأسر المهددة، وإلا قد يخسر العالم جيلاً بأكمله.
جرّبت دايان مون كل ما يمكن أن تفكر فيه لجعل طلابها يشاركون في التعلم الافتراضي: مكالمات الأسماء العشوائية، وغرف الاستراحة، والمسابقات للحصول على تركيز أكبر من طلابها، لا شيء يعمل. …
ديسمبر 10, 2020هل توقف الإنترنت مرة أخرى؟ هل جهاز الكمبيوتر الخاص بها متصل؟ هل الرياضيات محيرة للغاية؟ صوفيا لا تستطيع الإجابة حقاً. إنها مستاءة للغاية، وتتساءل عما إذا كانت ستتعلم أشياء جديدة مرة أخرى، خشية أن ترسب في الصف الرابع، وأكثر من أي شيء آخر، تفتقد أصدقاءها. لم ترَ صديقاً واحداً منذ مارس عندما كانت في الصف الثالث….
نوفمبر 28, 2020
Leave A Comment