منذ أكثر من 50 عاماً ساعدت شخصيات شارع سمسم الأطفال من خلفيات متنوعة على التغلب على تحديات الحياة كشخص صغير في عالم كبير.
تعلموا من خلاله التعاون واللطف والحروف الأبجدية.
ويعرض اليوم البرنامج باسم “أهلاً سمسم” باللغة العربية مستهدفاً الأطفال اللاجئين والمشردين، المصابين بصدمات نفسية والذين يعيشون في سوريا والأردن والعراق ولبنان.
هذا العرض جزء من برنامج إنساني كبير يهدف إلى توفير اللعب والضحك للأطفال الذين يعانون من نزوح طويل الأمد مع استمرار الحرب السورية في خلق لاجئين جدد يومياً.
وقال سكوت كاميرون، المنتج التنفيذي في ورشة سمسم، إن الفريق عمل مع خبراء التعليم وعلماء النفس في جميع أنحاء المنطقة.
“لذلك نظرنا في كيفية مساعدة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و 8 سنوات على التعامل مع المشاعر. على سبيل المثال ، عند النظر إلى الخوف، لدينا حلقة يخاف فيها بسمة من الظلام. هذه طريقة جيدة للتحدث عن الخوف لأن الكثير من الأطفال يخافون من الظلام”.
يسعى البرنامج إلى تثقيف الأطفال، وتحقيق المرح والضحك في الوقت نفسه، حيث توضح جميع الأبحاث أن اللعب يساعد على تطوير المرونة العاطفية وكذلك التحصيل العلمي.
وخاصة أن الأطفال الذين يعانون من الآثار اليومية للعنف والإهمال معرضون لخطر كبير للتعرض للإجهاد السام، وتعطيل العمليات العصبية والبيولوجية بسبب الإجهاد الشديد المطول وعدم وجود رعاية.
يركز هذا البرنامج على تحديد العواطف وإدارتها، من خلال شخصيات بسمة وجاد وأصدقائهم الدمى، وفي كل مرة يتعلم جاد وبسمة إدارة مشاعرهم باستخدام استراتيجيات مثل العد إلى الخمسة، والتنفس من البطن والتعبير من خلال الفن.
فمنذ اندلاع الصراع في سوريا في عام 2011، تشرد أكثر من 5 ملايين طفل، مع وجود أعداد كبيرة منهم في مخيمات في البلدان المجاورة.
وهناك ثغرات هائلة في توفير الدعم والتعليم في السنوات الأولى لهؤلاء الأطفال، الذين يعاني الكثير منهم من الآثار المؤلمة الناجمة عن مشاهدة أعمال عنف شديدة.
تتعاون لجنة الإنقاذ الدولية IRC وورشة عمل مسلسل افتح يا سمسم لمساعدة الأطفال السوريين اللاجئين، من خلال تقديم عمل جديد باللغة العربية.
وتم تصوير البرنامج الجديد في الأردن “ يشارك فيه شخصيات جديدة تمثل طفلين من اللاجئين السوريين واسمهما جاد وبسمة.
لم يتم تصنيف جاد كلاجئ خلال البرنامج ولكن يتم التلميح لذلك، فمثلاًَ في إحدى الحلقات تقوم شخصيات افتح يا سمسم بأظهار ألعاب الطفولة المفضلة بينما جاد لا يستطيع!
يقول جاد ” لعبتي ليست معي. تركتها في منزلي القديم عندما جئت إلى هنا”.
وقد ساعد في إعداد البرنامج شاب سوري يعيش في كندا، وهو نازح أيضاً نقل خبرته ومما مر به من ظروف أجبرته على مغادرة بلاده للمساعدة في هذا البرنامج.
يقول محمد جاموس “”أعتقد أن هذا سيعني الكثير للأطفال لأنهم سيشعرون أنه سيكون لديهم محتوى مخصص لهم””
ويضيف “”يحتاج الناس فقط أن يضعوا في اعتبارهم أن هؤلاء الأطفال ليسوا مثل أي أطفال آخرين”. “ليس لديهم إمكانية الوصول إلى نفس حياة الآخرين”.
ويعرض البرنامج في 20 دولة من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والخليج ابتداء من فبراير 2020.
بدأت تنفد الخيارات أمام الأب الذي كان أطفاله ينتظرون منه أن يفعل شيئاً لهم، عيونهم جميعها متجه نحوه، وكأنما يسألونه كيف سيسكّن ألم عظامهم التي سكنها البرد. …
فبراير 21, 2022وقف نور الدين الذي تلونت أصابعه بالسواد مشدوها، عاجزاً عن قول أي كلمة، رفع يده وهو يمسك بقية معطف زهري اللون وحدق به مراراً، فقبل وقت قصير كان هذا المعطف على جسد طفلة ارتجف قلبها من البرد في خيمة أحاطت بها الثلوج….
يناير 27, 2022