قبل 3 أعوام وضع الشاب المغربي محمد بوبلوح كاميرته على كتفه وانطلق، كانت أول صورة يلتقطها لوالدته وهي تعمل في مصنع الخياطة الخاص بها، صورة حملت الكثير من الحب وكانت سبباً في فوز محمد بجائزة تصوير وانطلاقه لاحقاً في عالم التصوير.
وهو يلتقط بشكل خاص صوراً لأطفال المغرب ولكل مجموعة من تلك الصور قصة ربما أهمها القصة الخاصة بمحمد داخل عيون كل طفل يلتقط صوراً له، فهو باختصار “يرى نفسه في هؤلاء الأطفال”.
المميز بما يقوم به محمد هو حرصه على طباعة تلك الصور وتقديمها كهدية للأطفال الذين يصوّرهم يقول لـ “Tiny Hand” لو “كنت مكان ذلك الطفل، كنت سأشعر بسعادة كبيرة لو صوّرني أحدهم وقدّم لي صورة مطبوعة”.
ولكن ليس ذلك فقط ما دفع محمد لتصوير الأطفال بل هناك فكرة أعمق وأبعد من ذلك بكثير يوضح بقوله “أرى أن الأطفال صورة للوسط الذي يعيشون فيه فهم يعكسون معتقدات الجماعة، تصرفاتهم وفلسفتهم. لا يتردد الأطفال في فعل أو التصريح بما يحلو لهم. أعتقد أن تصويرهم هو نتيجة المكان الذي يعيشون فيه. كتلة من معتقدات وأفكار خام لم تواجَه بفِكر نقدي بعد”.
وينعكس كلام محمد ذلك واضحاً في سلسة صوره الأولى التي حملت عنوان “قرويون مغاربة” صورها في قرية تَانُوت بجبال الأطلس الكبير في نواحي مدينة تَرودانت المغربية.
حينها كان محمد يسافر مع جمعيات تطوعية إلى القرى المغربية يوثق رحلاتهم ولكنه في نفس الوقت كان يعمل على مجموعة صوره تلك.
يقول محمد ” امتد العمل التطوعي عدة أسابيع، لأنه شمل ترميم المدرسة وتوزيع مساعدات، سافرت معهم طيلة مدة العمل. صورت الأطفال في اليوم الأول وعُدْتُ بصورهم في آخر أيام العمل التطوعي”.
فرحة الأطفال بالصور لا يمكن وصفها بالكلمات، لكن محمد اختار طريقة مميزة بتوثيق تلك اللحظات السعيدة بتسجيل مقطع الفيديو هذا.
وعن صدى ذلك الفيديو يقول محمد لـ “Tiny Hand” لقد “قوبل الفيديو بردود جميلة عندما نشرته في حساباتي. شاركه عدد جيد من الناس. أظن أن حالة الأطفال والقرويين المغاربة عامة في تحسن. لا أنكر أنهم مازالو يعانون، لكنني أحسست في الآونة الأخيرة بوعي مجتمعي واهتمام تجاه المسألة. أظن أن ذلك يعود لتزايد إستعمال الأنترنت وسهولة التوصل بالمعلومة.
يعمل محمد حالياً على مشروع جديد سيقوم بتصويره في القرى الأمازيغية “آمل أن تتطور الفكرة ويتم توثيقها”.
وإلى جانب كل ذلك يتابع الشاب المغربي دراسته في إحدى الجامعات المغربية تخصص في الأدب الانكليزي.
أخيراً محمد… اختر 3 صور من مجموعة الصور لديك، الأقرب إلى قلبك وحدثنا عن السبب:
الصورة 1
شابة أمازيغية ترتدي اللباس الأمازيغي لقبائل جنوب المغرب. يعجبني كثيراً أن أوثق ثقافتي، ثقافة الأمازيغ.
الصورة 2
صورة الفتيات في المدرسة التقليدية. معظم الآباء في القرى المغربية يمنعون الفتيات من إكمال دراستهن في سن معينة، رأيت أن أولئك الفتيات عازمات على التعلم ومحاربة الأمية. وذلك في المسجد أو كما يسميها لسان المنطقة الأمازيغي “تيمزكيدا”.
الصورة 3
صورة أمي. صَورت أمي وهي معملها للخياطة، كانت تلك أول صورة أشارك بها في مسابقة وأفوز. أعتبرها بداية مسيرتي الفوتوغرافية.
كان يوماً مليئاً بالاحتفالات، لم يُفوِّت الممرضون والممرضات بالمستشفى الإقليمي بمدينة الجديدة، تبعد عن الرباط بـ189 كيلومتراً، الاحتفال بعيد ميلاد الصغير علاء، المصاب بفيروس “كورونا”….
مايو 12, 2020يخترق هدير مُحرك سيارة تسير بسرعة جنونية أُذُني أيمن، تتعالى أصوات نِعاجه المذعورة طالبة منه النجدة، فيما يقف الطفل مشدوهاً، لا يصدق ما يجري أمام ناظريه….
مايو 7, 2020