“نهلة” الطفلة المكبّلة بالجنازير.. ماتت عذاباً وجوعاً لتشعل قضية أطفال المخيمات بسوريا

هل تحبين والدك؟ .. نعم أحبه.. ماذا يفعل معك؟.. يربطني ويضربني، فيديو مدته بضع ثواني تلا حادثة مقتل الطفلة نهلة عثمان ذات الخمس سنوات التي تعيش في مخيم لجوء بسوريا.

كان أغلب من يعيش هناك يعرفون بتلك الطفلة المكبّلة، لكن الصمت كان سيد الموقف!

قفص وجنازير، هذه باختصار كانت مكونات حياة الطفلة نهلة من بلدة كفرسجنة بريف إدلب الجنوبي.

قصة نهلة التي شغلت الرأي العام في الأيام الفائتة، تعتبر واحدة من عشرات القصص لأطفال سوريا الذين ولدوا في ظروف الحرب القاسية، بدأت القصة عندما انتشر خبر عن وفاة طفلة في الخامسة من عمرها تقطن وأسرتها بمخيم فرج الله شمال مدينة إدلب.

تظهر نهلة في إحدى الصور الملتقطة لها وهي تحمل سلسال (جنزير) مربوط إلى ساقها بقفل، يكاد يكون الجنزير يظاهي طولها بمرتين، ما هي إلا ساعات حتى كانت الصورة تجوب جميع صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن مع خبر مفجع “الطفلة صاحبة الصورة توفيت في المشفى منذ قليل.

نهلة توفيت على يد والدها، هو العنوان الأهم لقضية الطفلة الصغيرة، حيث تعددت الروايات التي تحكي ما حدث للطفلة الصغيرة، فمنهم من يتهم والدها بتكبيلها وحرمانها وإخوتها من الطعام.

رواية الأم “حاول قتلي، ويربط أطفالنا بالجنازير في اقفاص”

ما أن انتشر خبر وفاة الطفلة حتى خرجت والدتها وتحدثت لوسائل الإعلام عن والد نهلة وعن طريقة تعامله مع أطفاله من طليقته وليدة المحيميد والدة نهلة، والتي تقيم في تركيا منذ ثلاثة سنوات بعد طلاقها منه.

تقول الأم والتي لديها من طليقها 6 أطفال ولدين و4 فتيات كانت نهلة أصغرهن، تقول إن “الأب كان ظالماً، وبشكل خاص مع الفتيات”، وتشير إلى أنه أجبر إحدى بناتها وعمرها 15 سنة على الزواج، الطفلة تطلّقت بعد شهر واحد من زواجها!

ابنهما الأكبر هرب من ظلم الأب وقسوته منذ عام 2012 لم يكن حينها قد تجاوز الثانية عشرة ولا يعرف أحداً عنه شيئاً إلى اليوم.

ونفت الأم الرواية التي تقول أن الطفلة نهلة وإخوتها مصابين بأمراض وراثية ما دفع الأب إلى ربطها من أجل عدم الحاق الضرر بنفسها او بغيرها، بحسب ادعاء بعض أقارب الأب.

وبالعكس تماماً فالأطفال يعانون من تقرحات جلدية بسبب الإهمال وعدم المعالجة الطبية.

الأم التي تطّقت وهربت من محاولات زوجها المتكررة لخنقها، عادت بعد شهرين ورفعت دعوى أمام محكمة سرمدا لحضانة الأطفال، لكن القضية لم يبت فيها.

تروي آلام العذاب الذي كان يتعرض له أطفالها على يد والدهم، حيث كان الأب يربط كل الأبناء بالجنازير في أقفاص ويعذبهم ويمنع عنهم الطعام.

بعد وفاة الطفلة تم اعتقال الأب بينما بقي عند زوجته (خالة الأطفال) طفلة مطلقة عمرها 15 سنة، طفلة عمرها 13 سنة، طفلة عمرها 12 سنة ، طفل عمره 9 سنوات.

تقرير الطبابة الشرعية “سبب الوفاة الاختناق بالطعام”

عرضت جثة الطفلة نهلة على الطبابة الشرعية التي أصدرت تقريرها وجاء فيه أنه “لا يظهر على الطفلة أي اثار تعذيب أو ضرب حديث، لا يوجد أي كسر عظمي أو رضوض، يوجد أثار حروق وجروح شفيت وهي قديمة، يوجد جروح ناتجة عن مرض فطري، سبب الوفاة توقف القلب والتنفس نتيجة تثبيط تنفسي واستنشاق بقايا طعام، كل ما ظهر من جروح أو حروق قديمة لا تؤدي الى الوفاة عادة وقد تم فحص الجثة بعد ان مضى على وفاتها 24 ساعة“.

صمت مطبق من مخيم “الرعب”

حاولنا  في Tiny Hand مع غيرنا من وسائل الإعلام التواصل مع أقرباء الطفلة أو جيرانها في المخيم ولكن لم يقبل أحد الإدلاء بتصريح او حديث للصحافة، حيث كان هناك رواية عن أن الأب مقاتل ضمن صفوف (هيئة تحرير الشام) وهو شخص عدواني لن يتردد بأذية أي شخص يتحدث عنه.

من جهتها هيئة تحرير الشام أصدرت بياناً نفت فيه معرفتها بوالد الطفلة تقول في البيان “لا نعرف والد الطفلة، ولا تربطه بـ هيئة تحرير الشام أي صلة، وفيما يتعلق بالقضية وبعد النظر في رواية الأطراف وجدنا تباينا واضحًا في الروايات، وقد فتحت الجهات المختصة تحقيقا في الحادثة”.

وحالياً تم إيقاف الأب من قبل جهاز الشرطة في حكومة الإنقاذ السورية التي تقوم بإدارة محافظة إدلب، على ذمة التحقيق بعد حصولهم على أدلة تثبت سوء معاملته لـ أطفاله وكل ما يملك من حجة “أنهم من ذوي الاحتياجات الخاصة”.