على الرغم من أن عمالة الأطفال حول العالم يبلغ عددها 150 مليون طفل، إلا أنه قد لا يخطر ببالك أنه يتم أيضاً استغلالهم في صناعة المكياج.
حيث يشارك الأطفال في تعدين الميكا، وهو عنصر يستخدم على نطاق واسع في صناعات المكياج.
جزء كبير من الميكا الذي يدخل صناعة المكياج يأتي من الهند وبشكل رئيسي من مدينتي بيهار وجهارخاند.
مدغشقر هي أيضا واحدة من أكبر مصدري الميكا في العالم.
يعمل في مناجم استخراج الميكا أطفال أعمارهم تبدأ من أربع سنوات، حيث يمكنك رؤية جيوش منهم تتدفق نحو تلك المناجم، يحملون المطارق والسلاسل.
أجسادهم الصغيرة تساعدهم على الدخول بسهولة إلى المنجم، وبأصابعهم الصغيرة يقومون بفرز الميكا البراق عن الحجارة.
هم يبحثون عن الميكا دون أن يكون لديهم فكرة مسبقة عن مكان وجوده، يحفرون لساعات طويلة، وكل ذلك فقط من أجل تحصيل نقود تبقيهم على قيد الحياة.
فمثلاً في الهند يتلقى الأطفال مقابل تعدين الميكا ما يعادل 29 سنتاً يومياً.
أما في مدغشقر فيتم دفع أقل من نصف دولار مقابل كيلو غرام من معدن الميكا.
التعدين لا يحرم الأطفال فقط من المدارس، بل أيضاً يعرض حياتهم لمخاطر كبيرة تصل حد الوفاة.
منهم من تعرض لمشاكل في الجهاز التنفسي، وآلام في العضلات والظهر وحتى التقرحات في مختلف مناطق أجسامهم الصغيرة.
وبعد عملية الجمع هذه، يتم أخذ الميكا بواسطة الوسيط ليبيعها إلى المصدر المسؤول عن إعطائها للمصنعين في الصين.
ومن هناك يذهب الميكا إلى عدد كبير من شركات الماكياج الراقية وكذلك الصيدليات.
ولقد تم بالفعل اتخاذ عدد من المبادرات من أجل القضاء على استخدام عمالة الأطفال في صناعة الماكياج.
فمثلاً، بدأت Lush، وهي شركة مقرها المملكة المتحدة، في استخدام معادن الميكا الاصطناعية في منتجات الماكياج الخاصة بهم.
وتحرص L’Oréal على تحديد مصادر الميكا من مناجم بوابات حيث يتم التحقق منها بشكل مستقل للتأكد عدم استغلال الأطفال في عملية الاستخراج.
ومع ذلك، من الصعب تحديد ذلك بشكل كامل.
ومن أجل معالجة هذه المشكلة، تضافرت جهود العديد من العلامات التجارية لتشكيل “مبادرة المسؤولون عن الميكا” (RMI)، تم إطلاقها في عام 2017 بهدف بناء سلسلة إمداد شفافة بحلول عام 2022.
تشكل شركات L’Oréal و Estée Lauder Companies و LVMH و Coty و Chanel و Shiseido وغيرها من المجموعات التجارية التجميلية جزءًا من هذه المبادرة.
تعمل RMI على توفير التعليم المدرسي للأطفال، وتوفير الرعاية الصحية للأطفال والنساء، واتخاذ مبادرات لدعم القرى حتى يتسنى لهم توسيع سبل كسب المال بعيداً عن تعدين الميكا.
يعمل المهندسون في كفاحهم لدرء أزمة المناخ التي تلوح في الأفق على الأرض على استخدام محطات طاقة الرياح والطاقة الشمسية لتحل محل محطات توليد الطاقة بالفحم والغاز، بينما تطرد السيارات الكهربائية ومركبات البنزين والديزل….
يناير 4, 2021عندما فرت سلام/ 11 عاماً من قريتها لتجنب الزواج من رجل أكبر منها بكثير في شمال إثيوبيا، كانت تشعر بالارتياح والحماسة لأنها الآن ستبني مستقبلها بشروطها الخاصة، لكن هذا الأمل لم يدم طويلاً….
نوفمبر 9, 2020