للدخول لهذا الباص المهجور في سوريا طقوسه، فعليك بعد الحصول على إذن قاطنيه أن تخلع حذائك.
ولن يستغرق منك التجول فيه ومعرفة تفاصيله سوى بضعة ثوان، فقد حولت أم أحمد الباص الخارج عن خدمة المسافرين لمقر إقامة متواضع لها ولأولادها الأربعه.
ربما كان هذا الباص يوماً من النقليات “الممتازة” كما كتب عليه صاحبه لكنه بالتأكيد اليوم ليس كذلك.
فقد أزيلت كل مقاعده ووضعت مراتباً للنوم عوضاً عنها.
وفي نهاية الباص الذي يبلغ طوله 12 متراً وعرضه مترين ونصف، علقت بطانية حمراء تخفي خلفها حاجيات أهل البيت الخاصة.
فعندما هربت أم أحمد وأولادها من قرية الشريعة في سهل الغاب بريف حماة خوفاً من القصف الذي دمر منزلها وقتل زوجها. لم تأخذ معها شيئاً.
كان كل همها أن تنجو مع عائلتها من الموت.
وصلت إلى قرية أرمناز بريف إدلب الشمالي، وهنا لم تجد خيمة تأويها وهي لا تملك الإمكانيات المادية للاستئجار.
تقول “هنا نشعر بالحرمان من كل شيء، المقاعد أكلتها الفئران الذي لا يمر يوم إلا وتنقض علينا قرابة خمسة فئران”.
وقد وضعت أم أحمد ستائر على نوافذ الباص،
هي ليست ستائر بكل ما تعنيه الكلمة بل بطانيات كي تخفف عليهم أشعة الشمس وتحميهم نوعاً ما من رياح الشتاء.
ويجد أطفالها بالجلوس في نافذة الباص الأمامية متنفساً لهم، حتى أنهم يعتبرون أنفسهم محظوظين لأنها فرصة لا تتاح لطفل الجلوس والتجول في باص بكل تلك الحرية، بحسب تعبيرهم.
يعيش سمير في شمال سوريا ، وهو واحد من 2.4 مليون طفل خارج المدرسة في سوريا. …
يونيو 16, 2023لمشاهدة قصة جنا بتقنية الواقع المعزز كل ما تحتاجه هو: امسح رمز QR بهاتفك المحمول. ثم وجّه هاتفك إلى أي مكان في غرفتك ، وستجد نفسك تستمع إلى قصتها. وهي تقف مباشرة أمامك أو: يمكنك الضغط مباشرة هنا …
مايو 23, 2023